الانطلاقات والانطلاقة المضادة/ سيدي محمد إسماعيل الرباني*

يعيش المشهد السياسي الوطني انطلاق توافقات كبيرة وإجماعا وطنيا وحالة من التقارب بين القوى السياسية الوطنية تكاد تكون فريدة في تاريخ البلد، وخاصة بعد سنوات التدابر والجفى والطيش خلال عشرية الضياع السالفة، وقد توجت الظاهرة بانسجام وتوافق كاملين حول رسم خارطة طريق لمسار انتخابي لبى رغبات الجميع ووجد فيه الكل ذواته حيث تم التوافق بالإجماع على تشكلة اللجنة المستقلة للإنتخابات رئيسا وأعضاء؛ وبدأت القطاعات الإنتاجية والخدمية في إطلاق برامجها الطموحة خدمة للوطن والمواطن؛ وكان من أبرزها خلال هذا الأسبوع وفي سابقة لم تشهد البلاد لها مثيلا إطلاق وزارة الصحة في الداخل المنسي لمستشفى متنقل يقرع الأبواب على المرضى في الأرياف والقرى والمدن، يقدم جميع خدماته بالمجان طاردا شبح الموت والألم ،ومقدما للمواطن الضعيف عهدا جديدا من الأمل؛ وتزامنا مع هذه الإنطلاقات الهامة والرشيدة دخل الرئيس السابق في إطلاق منصة مشتركة مع حركة افلام المعروفة برفضها للهوية الوطنية، وبعدم قبولها بالفيسيفاء الاجتماعية لموريتانيا والتي تسعى إلى أن تصبغ الدولة والوطن بلون واحد في مواقف إقصائية عنصرية لا يضاهيها إلا الإقصاء والإبعاد الذي مارسه الرئيس السابق نفسه ضد الثوابت والرموز الوطنية، وكذلك حربه الشعواء على الكفاءات الوطنية ؛وصدق الصادق المصدوق الذي أخبرنا قبل أربعة عشر قرنا أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أأتلف وما تناكر منها اختلف، وقديما قيل الطيور على أشباهها تقع، وليس غريبا أن ينحاز الإقصائيون للإقصائيين وأن ينجذب أعداء الهوية بعضهم إلى بعض.

 

وعلى كل حال فإن الإعلان عن انطلاق تحالف الفساد والعنصرية والإقصاء مؤخرا بين الرئيس السابق وحركة افلام لن يزيد أبناء الشعب الموريتاني في المعارضة والمولاة إلا إصرارا على التلاحم لدرء ومواجهة كل المخاطر التي تتهدد البلد وأمنه والمتمثلة في انطلاقة ما يحيكه هذا التحالف من مؤامرات.

 

--------------------------------------------------

*- قيادي بحزب التكتل المعارض وعمدة سابق لبلدية علب آدرس

 

اثنين, 14/11/2022 - 12:58