افتتاحية/ بعثات التشاور من أجل إصلاح التعليم.. هدية الحكومة للتشاور المرتقب

(افتتاحية الوئام ) تجري الاستعدادات الرسمية لإطلاق التشاور الوطني الشامل على قدم وساق، وذلك بعد أن قدم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني كافة التطمينات لممثلي الأحزاب الممثلة في البرلمان خلال استقباله لهم سبتمبر الماضي.

تطمينات الرئيس أكدت أنه لا وجود للخطوط الحمراء على طاولة التشاور، وأن كل المواضيع يمكن طرحها ونقاشها بدون تحفظ، كما شملت تعهدات  الرئيس تطبيق مخرجات التشاور.

ومنذ ذلك الحين، حسمت الأحزاب السياسية، بما فيها تلك المعارضة، قرارها بالمشاركة في التشاور المرتقب، باستثناء حزبين ممثلان في البرلمان (تواصل والتحالف)، لم ينالا إجماعا داخليا لصالح قرار المقاطعة والتصعيد، فبدأت مواقفهما الأخيرة تنبئ بالمشاركة في عملية التشاور بعد تصريحات رافضة له، لكنهما سيرضخان قريبا لمنطق الحكمة والتبصر والالتحاق بركب الإجماع على ضرورة التشاور بين مكونات الطيف السياسي في البلد، سبيلا لتجاوز الخلافات والسير في طريق التكامل من أجل بناء الوطن.

لقد بدأ النظام تهيئة الأرضية المناسبة لإنجاح التشاور، والدفع باتجاه تذليل الصعاب وإذابة الجليد بين الفرقاء السياسيين، متكئا على رصيد عامين من تهدئة الخلاف وتمهيد الطريق أمام التوافق، خلافا لما كان سائدا خلال العقود الأخيرة من تجاذب وتنابز بالألقاب بين الانظمة المتعاقبة ومعارضاتها.

ولأن عملية التشاور ستكون شاملة لكل الملفات الأساسية، وفي مقدمتها التعليم، فقد سارعت وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي إلى تكليف بعثات للتشاور الجهوي إلى جميع الولايات، بغرض إصلاح التعليم الذي يعتبر أحد أهم الملفات التي يجمع المتشاورون على أهمتها وضرورة تكاتف الأيدي من أجل إنجاحها نظرا لأن مردوديتها تصب في مصلحة الجميع دونما تمييز.

ومن شأن بعثات التعليم للتشاور الجهوي أن تقدم حلولا للمشاكل الجذرية التي يعانيها قطاع التعليم، وتصورات مكتملة للحلول الجذرية ستوفر الوقت على لجنة إصلاح التعليم ضمن ورشات التشاور المرتقب.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

اثنين, 11/10/2021 - 11:28