الرد الكاسر على ما جاء في بيان الخائر

 

بدأ الرئيس السابق والمتهم الحالي باختلاس أموال الشعب رسالته للشعب بكلمة حق حين قال أنه  يريد (أن يكون معنا دائما).. لكن وبدون مجاملة فإنه إحساس غير متبادل.

وإن أراد سيادته الدليل فإن رمي الشعب الموريتاني له ولفظه له وإسقاطه من حساباته أقرب شاهد.

وصدق إذ قال أنه كان معنا (في ساعة العسرة) التي لولا حكمه لما حدثت أصلا.

ثم إنني أستغرب كلام الرجل حين (يصرك مع الصراكة ويكص مع الكصاصة) حيث يبدي حزنه ويتكلف تعزية الشعب الذي حكمه لمدة عشر سنين، وقد كان بإمكانه أن يترك له في خزائنه ما يجابه به الصعاب، لكن (خفة يده) حالت دون ذلك،  ولن أبالغ حين أقول أنها أخطر من الوباء.

تحدث السابق في رسالته عن معركة بناء بدأها المورتانيون منذ فجر الإستقلال،  ونسي سيادته أنه كان أول من طمس رموزها وشوه أبطالها وزرع بذور الشتات بين إخوتها.

ذكر الرجل الذي تحاصره أسنة العدالة أنه آمن بها وعمل عليها مع رجال ونساء في قمة  "النزاهة" ونسي أن يقول: (وليس كلهم) بدليل تقرير اللجنة البرلمانية ومسار التقاضي الذي يخضع له الرجل حاليا.

تحدث سيادته عن (حالة التراجع والتقهقر والانتكاس التي يعرفها البلد) وهو كلام صحيح...فالمسار الذي بدأه الرجل من الظلم والسرقة وتهجير المعارضين قد تراجع بحمد الله.
ومن الطبيعي أن (ينكر الفم طعم الماء من سقم) فمن يرى ما كان يحدث في فترة حكمه تطورا؛ لابد أن يرى التراجع في المسار الحالي بحكم التناقض بينهما.

مضحك جدا وشر البلية ما يضحك أن يتكلم السابق عن (تهديد الوحدة الوطنية) لكن هذا ليس مهما حين نأخذ الكبيرة؛ وهي حديثه عن (تراجع كبير في المستوى القيمي والأخلاقي).

صحيح أننا في زمن تحاضر فيه المومس عن الشرف.

فحين يتحدث بائع السنوسي عن (التخلي عن المبادئ) فاضحك ملأ شدقيك.

وحين يتحدث سجان الحقوقيين والصحافة ورجال الأعمال عن (انحسار واضح في حالة الحريات الفردية والجماعية الحزبية والإعلامية) فقل : اللهم نيزك يريحنا يا أرحم الراحمين..!

تحدث بيان السابق عن (الحجر البيِّن  على أفكار وآراء السياسيين والإعلاميين و الشباب و النساء)
فتذكرت حنفي ولد الدهاه
ومصطفى الشافعي
والشيخ باي
ومريم بنت الشيخ 

 كما تذكرت الشاعر ولد بون وعبد الفتاح ولد اعبيدنا حين حديثه عن (الإعتقال خارج المساطر القانونية والإختطاف دون تهمة أومذكرة توقيف صادرة عن القضاء)

كما تذكرت العشرات من "الزيدانات" حين تحدث عن (حشو الأفواه بالعصى والجزرة لتضليل الرأي العام عن همومه اليومية ومشاكله المعيشية).

رد السابق بنفسه على نفسه حين تحدث عن المعارضة،  ونسي أن المعارضة ليست مبدأ في حد ذاتها، لكن الجهل مصيبة.

فحين تجد المعارض (مناطح) فاعلم أن الحاكم فاجر في فساده، وحين تجده (مناصح) فاعلم أن الحاكم قد مكن معارضته من لعب دورها.

نسي السابق أن موقفه من المعارضة كان عدائيا، بعكس خلفه وأن أي فعل لابد أن تكون له ردة فعل.

في حديث السابق عن (الجمعية الوطنية ونوابها) تذكرت مجلس الشيوخ والكتيبة البرلمانية وتوزيع القطع الأرضية على النواب في فترة ماضية.

 وكيف تمت (مقايضة السلطة التنفيذية مقابل) تعديلات دستورية وقف مجلس الشيوخ ضدها. 

لكن النقطة التي وجدت تفهما شديدا من قلبي هي حديثه عن (تبديد وتبذيرالموارد المالية الضخمة التي رصدت لمواجهة الوباء) فرئيسنا السابق يرى أن أي ميزانية لم يحصل منها على عمولات قد تم تبديدها، حتى ولو تم توزيع تلك الموارد على المواطنين كإعانات غذائية ومالية تساعدهم على مواجهة الجائحة.
إن من قصر الذاكرة أن يتحدث صاحب الحكمة البلهاء (الأسعار دائما طالعة ..طالعة..طالعة) عن أي ارتفاع (لأسعار السلع والمواد الغذائية بشكل مفرط) بعد رحيله عن السلطة، وفي ظل وجود إغلاق عالمي وجائحة.

نسي الأشلح أننا على رأي الشاعر همام (ذاك الوقت انتوم حظار) وأن مانسيته ذاكرة الإنسان لم يزل محفوظا في ذاكرة الأجهزة.

 كما يجب تذكير المتهم بالفساد أن ملف ("أمل"  الذي كان يخفف على أصحاب الدخل المحدود) ربما يجده في جعبة القاضي يوم يجلس أمامه.

"تالله إن أحميري نسايه"

تمنيت كثيرا أن تكون حركات (مرجن خاوي) و(ماني شاري كزوال ) و25 فبراير قد استعانوا خلال فترة نضالهم بتجربة "المناضل" عزيز حين قال: (انتشر النهب والاستغلال الغير آمن والمدمر لهذه الثرواث والمنافسة غير الشريفة للمستثمر الوطني وتدمير الوسط البيئي البري والبحري والزراعي بطرق وأساليب لا تراعي صحة المواطن) لكنني حزنت لحالهم حين تذكرت أنه في تلك الفترة لم يكتفي بقول هذا فقط بل كان هو الفاعل.

 ورغم ذلك فأنا متأكدة أن من كتب للسابق في رسالته (انتشرت صفقات التراضي والتوظيف على أسس" سياسية وأسرية") لم يكن بريئا فقد كان يعرض به وبصهره وكريمته الكبرى، وحتى مدرس القرآن في منزل صهره.

كان من الأجدر لرئيس الحزب "الوليد" أن لا يعين كاتبا (لاهي إلف لو كدمو).

أيها السابق إن (الحفاظ و الدفاع عن المكتسبات و الإنجازات) يكون بإرجاع عشرات المليارات التي سرقتم -حفظ الله خفة يدكم- خلال فترة حكمكم غير المقدس، أما عودتك للمشهد فإننا نعفيك منها، خصوصا أن تجربتنا الماضية معك لم تكن مشجعة،  ثم إنك شخص صاحب مسار قضائي يشغل معظم وقتك، ولا أخفيك سرا أنني أخاف عليك كثرة الملفات، وبالتالي فكما قالت سُكَيْنة لحماتها (لاداعي).

ولن أبخل عليك بسر آخر أن أولى تجاربك معنا كانت عثرة في تاريخ بلدنا؛ وسبة في مروءاتنا؛ وأننا لعودتكم سيادة الرئيس السارق بالمرصاد.
زينب بنت مولاي

خميس, 08/04/2021 - 16:54