قراءة في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال45 للمسيرة الخضراء المظفرة

وكالة الوئام الوطني - وجه الملك محمد السادس، في ثنابا خطابه السامي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، عدة رسائل في عدة اتجاهات محلية وإقليمية ودولية وأممية.

كانت الرسالة الأولى، الموجهة للشعب المغربي، متمثلة في أن المسيرة ليست مجرد حدث وطني عابر تم في منتصف سبعينيات القرن الماضي، بل إنها عمل متجدد ومتواصل لتأكيد مغربية الصحراء، وأنها تتطلب السير قدما في طريق الإجماع الوطني حول قدسيتها واعتبارها قضية الوطن الأولى، وهو ما يترتب عليه المضي في التعبئة واليقظة الدائمين.

أما الرسالة الثانية فهي ذات بعد إقليمي يؤكد أن الصحراء المغربية تعتبر بمثابة قاطرة للانفتاح الاقتصادي على إفريقيا وجسر وصل بين المغرب وعمقه الافريقي، وأن المملكة ماضية في النهوض باقتصادها عبر تأهيل وتطوير ميناء الداخلة باعتباره بوابة التبادل التجاري الكبرى مع دول جنوب الصحراء. 

وتأتي الرسالة الثالثة، لتبلغ أعداء الوحدة الترابية للمملكة بأن الدبلوماسية المغربية قد حشرتهم في الزاوية بعد نجاحاتها المتلاحقة في افتتاح العديد من القنصليات الافريقية والعربية في مدينتي العيون والداخلة كتأكيد عملي واعتراف صريح بمغربية الصحراء، فضلا عن اعتبار الدول المؤثرة على المسرح الدولي ومجلس الأمن مبادرة الحكم الذاتي تمتاز بالجدية والمصداقية والواقعية، وهو ما يلمس بشكل واضح في القرارات الأممية الأخيرة، التي أكدت على ضرورة الاتجاه نحو الحل السياسي القائم على الواقعية والتوافق.

ثم إن هذه الرسالة تضمنت الإشارة إلى أن 85 بالمائة من دول العالم ترفض الاعتراف بالكيان الوهمي كدولة مستقلة، وهو ما يصب في اتجاه الاعتراف بمغربية الصحراء، ناهيك عن التذكير باتفاقيات الشراكة مع الجانب الأوروبي والتي تضم اتفاقيتي الفلاحة والصيد المشمولتين بمنتوجات الأقاليم الجنوبية.

وهنالك رسالة أخرى تتعلق بالظرف الراهن وبالوضع الميداني في الگرگرات، وهي ذات شقين، أحدهما موجه للانفصاليين وداعميهم، وهو أن المغرب يرفض محاولات عرقلة حركة السير مع موريتانيا، مع ما يعنيه ذلك من استحالة بقاء الحال على ما هو عليه الآن من إغلاق متعمد للحدود بين البلدين. بينما تم توجيه الشطر  الثاني من الرسالة لمجلس الأمن الدولي وبعثة المينورسو بضرورة تحمل المسؤولية فيما يتعلق بفرض احترام بنود وقف إطلاق النار، ولعب الدور المنوط بهما في عدم تغيير الوضع الميداني بقرار أحادي الجانب.

لقد مثل الخطاب رؤية ملكية استشرافية تم من خلالها تقديم مرتكزات المرحلة القادمة.

 

 

الرباني إسماعيل/ المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء

أحد, 08/11/2020 - 08:42