إشادة دولية بمبادرة الحكم الذاتي ومطالب بتمديد ولاية المينورسو لسنة

أشادت معظم الدول الأعضاء بمجلس الأمن، خلال جلسة التصويت على القرار الجديد للمجلس بشأن الصحراء المغربية، (أشادت) بمبادرة الحكم الذاتي، وطالبت بتمديد ولاية بعثة المينورسو خلال الإجتماع المقبل في أكتوبر  لمدة 12 شهرا، عوض التمديد لمدة 6 أشهر فقط، كما نص على ذلك القرار الأخير الذي اعتمد المجلس اليوم الثلاثاء.

وقالت سفيرة فرنسا بمجلس الأمن خلال مداخلتها عقب التصويت على القرار الجديد، الذي صاغته الولايات المتحدة الأمريكية، إن فرنسا صوتت لصالح القرار، لأنها تدعم الأدوار التي التي تؤديها بعثة المينورسو ولأنها تدعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي هورست كوهلر من أجل إيجاد حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف.

وأكدت ممثل فرنسا في الأمم المتحدة أن باريس تعتبر مبادرة المغرب للحكم الذاتي بالصحراء المغربية مبادرة جدية وواقعية وقد تكون أساسا جيدا للحل السياسي الذي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقه في الصحراء.

وعبرت السفيرة عن خيبة أملها لعدم توافق دول أعضاء مجلس الأمن بشأن مدة تمديد ولاية بعثة المينورسو، مشيرة إلى أنه من الضروري العودة لتجديد الولاية لمدة 12 شهرا كمبدأ أساسي، واللجوء للتجديد لمدة 6 أشهر في حالات الإستثناء فقط، وذلك ابتداء من الاجتماع المقبل لمجلس الأمن نهاية شهر أكتوبر المقبل.

وفيما طالب ممثل جنوب إفريقيا بإدراج دولة إفريقية في مجموعة أصدقاء الصحراء التي تعدل المسودة الأولى لقرار مجلس الأمن قبل إحالته على التصوييت، فقد أشاد ممثل دولة الكوتديفوار بمجلس الأمن بالقرار الجديد، قائلا "إن دولتنا تود لو تم التمديد لمدة 12 شهرا من أجل منح الوقت للدفع بالعملية السياسية نحول إيجاد حل لقضية الصحراء."

وعبر ممثل الكوت ديفوار عن إشادة دولته بمبادرات المغرب الرامية لإيجاد حل لقضية الصحراء وخصوصا مقترح الحكم الذاتي، إذ قال إنه " مقترح ذو مصداقية ونعتبره خير أساس للإيجاد حل للقضية."

أما ممثل روسيا في الأمم المتحدة، فقد اعتبر في مداخلته أن "بعثة المينورسو تؤدي دورا مهما من أجل تحقيق الإستقرار في المنطقة،  ونعتقد أنه حتى ولو تم التوصل إلى تسوية في النزاع، على البعثة أن تبقى في المنطقة لفترة معينة. "

"نحن سنواصل دورنا المتوازن وسنواصل تواصلنا مع كل الأطراف وذلك للتوصل إلى حل يقبله الطرفان"، يقول السفير الروسي بالأمم المتحدة، محذرا من المساس بالأدوار التي تؤديها بعثة المينورسو، إذ من شأن ذلك أن يسفر عن "فراغ في العملية السياسية يمكن أن تستفيد منها جهات عسكرية وهو ما سينعكس سلبا على الأمن بالمنطقة."

سفير غينيا الإستوائية وجه  الشكر للولايات المتحدة على هذا القرار الذي كانت قد أعدت مسودته الأولى، معتبرا أنه من شأنه أن "يسهم في إيجاد حل دائم للصحراء."

وأضاف: "صوتنا لصالح القرار حتى أكتوبر وهذا دليل على أننا ندعم البعثة ولرئيس البعثة كولن ستيورت وللمبعوث الأممي، هورست كوهلر،" مضيفا أن "غينيا طالما بعثت البعثة وتمكينها من القدرات لأداء المهام المنوطة بها."

وأوضح السفير أن "غينيا الإستوائية تشجع الطرفين على المضي قدما في المائدة المستديرة المقبلة حول الصحراء، دون فرض شروط مسبقة،" مشددا على ضرورة نهج استراتيجية لإيجاد نقط تقارب بين الأطراف تساعد على تقدم العملية السياسية.

ختاما، يقول سفير غينيا الإستوائية " إن غينيا كانت تفضل التجديد لـ 12 شهرا، ونتمنى أن يؤخذ هذا الطلب بعين الاعتبار في أكتوبر المقبل من أجل تمكين كل الدول من الوقت ."

من جانبه قال سفير الكويت في الأمم المتحدة إن " الكويت صوتت لصالح القرار، في الوقت الذي كنا نأمل فيه أن يتم التجديد لمدة سنة وبإجماع أعضاء مجلس الأنمن. كما نجدد دعمنا للبعثة وللأمين العام، هورست كوهلر والتشجيع على إجراءات بناء الثقة."

وأضاف سفير الكويت: "نجدد موقف الكويت الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي وما تشكله من خيار بناء يهدف للتوصل إلى حل مقبول من قبل جميع الأطراف، ونجدد دعمنا لحماية سيادته على أرضه. ونشيد بدور لجنتي المجلس الوطني لحقوق  الإنسان بالداخلة والعيون.'

أما السفير الصيني بالأمم المتحدة، فقد قال إنه و" بفضل وساطة كوهلر وجهود البلدان المجاورة، عقدت مائدتين مستديرتين وأعربت الأطراف على اعتزامها التشاور. ونحن نتمنى أن تتعزز الثقة بين الأطراف،" مشددا على ضرورة دعم المجلس لجهود  المبعوث الأممي.

وقال السفير الصيني إن "المينورسو حققت الكثير، وندعم تجديد ولايتها. نتمنى أن يتاح للمجلس فرصة إجراء مشاورات أكثر تعمقا حول مدة التجديد وأن تكون هذه المشاورات أكثر إدماجا لباقي أعضاء المجلس. موقفنا لم يتغير بشأن القضية، فنحن ندعم المجهودات التي تقوم بها الأمم المتحدة لإيجاد حل يقبله الطرفين."

وبالنسبة لسفير إندونيسيا، فقد أكد أن دولته "تدعم العملية السياسية التي يقودها كوهلر، ونشيد بالدور الذي تؤديه المينورسو لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة."، مشيرا إلى أن دولته "تتفهم أن المسألة بها حساسية ونعتقد أن القرار كان متوازنا بشكل جيد، ونشكر الولايات المتحدة على هذا القرار. "

ومن جابنه، قال سفير المملكة المتحدة البريطانية بالأمم المتحدة إن " القرار الجديد لمجلس الأمن  يعكس دعم المجلس لاستمرار عمل المينورسو وعمل رئيس البعثة."

وأضاف: 'يؤسفنا أننا لم نتحد في تصويتنا على مشروع القرار، لكن المجلس يعرب عن دعمه الكامل لجهود المبعوث، وهذا الدعم سيكون ضروريا لكي يؤدي العملية السياسية بنجاح.''

من جانبه قال سفير الدومينيكان بالأمم المتحدة إن القرار الجديد لمجلس الأمن " متوازن بشكل جيد. ونحن ندعم العملية السياسية ونؤكد على أهمية الدور الذي تقوم بها المينورسو."

وأضاف سفير الدومينيكان أن "التجديد لمدة 12 شهرا كان سيساهم في تسهيل العملية السياسية التي يقوم بها كوهلر،" داعيا أعضاء المجلس إلى التوافق من أجل التجديد لسنة كاملة خلال اجتماع أكتوبر.

وشدد سفير الدومينيكان على أهمية مبادرات المغربية وخصوصا مقترح الحكم الذاتي، الذي قال إنه "يجب أن يكون أساس الحل المتفاوض بشأنه."

أما سفير ألمانيا بالأمم المتحدة، والذي ترأس مجلس الأمن، فقد قال إن ألمانيا "ترحب باعتماد قرار التمديد للبعثة التي تقوم بعمل هام وتفسح حيزا لكي تمضي العملية السياسية قدما. ونشكر بشكل خاص الممثل الخاص للأمم المتحدة، ولتنسيقه الجهود مع الأطراف."

وقال سفير ألمانيا إن "هذا القرار لم يحظ بالإجماع وهو أمر مخيب للآمال، لكن نرحب بالدعم الذي عبر عنه كل الزملاء للمبعوث الأممي للصحراء، الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر."

وأشار رئيس مجلس الأمن الحالي وسفير ألمانيا بالأمم المتحدة إنه "يجب أن نستخدم ما لدينا من نفوذ وسلطة لدعم جهود كوهلر من أجل إيجاد حد عملي وواقعي ودائم. كوهلر أشار في الاجتماع السابق بأنه يجب على كل الأطراف أن تتمتنع بحسن النية ويجب بناء مزيد من الثقة قبل عقد المائدة المستديرة الثالثة حول الصحراء."

وكان  مجلس الأمن قد اعتمد اليوم الثلاثاء في جلسة علنية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، قراره الجديد بشأن الصحراء المغربية، والذي ينص على تجديد ولاية بعثة المينورسو لمدة 6 أشهر. وصوتت 13 دولة عضو بالمجلس لصالح القرار الجديد، فيما لم تصوت أية دولة ضد القرار. بينما امتعنت دولتين عن التصويت.

خميس, 04/07/2019 - 09:45