لهذه الأسباب قد يحسم ولد بوبكر الشوط الأول في السباق الرئاسي

كما توقعت وكالة الوئام الوطني للأنباء منذ بداية إعلان ترشح الوزير الأول والدبلوماسي السابق سيدي محمد ولد بوبكر, بات جليا أنه مرشح الوسط الذي يستقطب طيفا واسعا من المعارضة وشخصيات وازنة من الموالاة, فضلا عن الشخصيات المستقلة والمركزيات النقابية والفعاليات الشبابية والمبادرات ذات الوزن الانتخابي في طول البلاد وعرضها.

فبعد أسابيع من الانضمامات النوعية لحملة ولد بوبكر, والتي شملت مختلف التشكيلات والفئات في ولايات الوطن, شهد المقر المركزي للحملة مساء أمس دعما غير مسبوق في حملات المرشحين للرئاسة, وذلك بإعلان 15 وزيرا سابقا دعمهم لمرشح من خارج السلطة, وفي مقدمهتم الفاعل الكبير على مستوى ولايات الضفة الوزير با هودو, وكذلك فعلت مجموعة من العمد من ابرزهم عمدة نواذيبو السابق عبد الله ولد منيه.

وفي تطور لافت كان لكبار قادة الجيش حضور قوي في دعم ولد بوبكر, حيث شهد مقر الحملة المركزية انضمام الجنرال المتقاعد لبات ولد فياه ولد المعيوف, وهو ما يتضمن رسائل غير مشفرة بأن قطاعا واسعا من الجيش يدعم ولد بوبكر لكن واجب التحفظ يمنع إعلان موقفه بشكل صريح وعبر وسائل الإعلام.

ومن حين لآخر يتعزز موقع أبرز الأحزاب الداعمة لمرشح التغيير المدني, حيث أعلنت أكثر من ثلاثين مبادرة من ولاية لعصابة انضمامها لحزب تواصل وانخراطها في توجهه الداعم لولد بوبكر.

وفي مقابل تلك الانضمامات النوعية والمتلاحقة, بدأ التذمر في صغوف حملة مرشح السلطة محمد ولد الغزواني يؤتي أكله, حيث بدأت الانسحابات من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في عدل بكرو وتوجنين وغيرهما, في حين يتوقع  المتابعون اتساع دائرة المنسحبين من دعم حملة ولد الغزواني خلال الأيام المقبلة.

غير أن الضربة القاضية التي تلقاها مرشح السلطة اليوم, تمثلت في إعلان رجل الأعمال الشهير والمعارض القوي محمد ولد بوعماتو دعمه المطلق لمرشح التغيير المدني سيدي محمد ولد بوبكر, وهو ما شكل صدمة مفاجئة لحملة ولد الغزواني, وأربكت حساباتها بشكل لم تنفع معه محاولات التعتيم والتقاط الأنفاس بعد وقوع الخبر على حملته كالصاعقة.

فخلال الساعات الأولى لنشر الخبر أصيب مدونو حملة مرشح السلطة بهستيريا التدوين غير المنظم, حتى أن بعضهم أعاد إلى الأذهان دعم ولد بوعماتو لحملة الرئيس محمد ولد عبد العزيز سنة 2009, قبل أن ينتبهوا لخطأ استدعاء تاريخ الرجل حينما كان حليفا لرئيسهم, بينما ذهب آخرون إلى أنه المستورد الأول للسجائر وأن الإسلاميين الداعمين لولد بوبكر يحرمون استعمالها, فكانوا مثار سخرية المدونين والمعلقين.

وبمجرد إعلان ولد بوعماتو موقفه الداعم لمرشح التغيير المدني, برزت أصوات من داخل حملة ولد الغزواني رافضة لما وصفته بالأسلوب المنحط لمدونين محسوبين على حملتهم في التحامل على بوعماتو, مرسلين قرون استشعار لقياس مدى قبول توبتهم التي قد تترجم في تغيير القناعة بدعم مرشح السلطة.

وبناء على ما تقدم, بات المراقبون يتحدثون عن إمكانية حسم ولد بوبكر للشوط الأول, نظرا للدعم الشعبي والنخبوي والنوعي الذي يعطي نموذجا لموريتانيا المتصالحة مع ذاتها, والطامحة لتغيير شامل يعيد البلد إلى سكته الصحيحة.. فضوء النفق أصبح شعاعا يقترب مع مرور الوقت ليصبح شمسا ساطعة على كل أرجاء الوطن.

 

هيئة تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 30/05/2019 - 19:04