مغالطتان تكتسحان الفضاء الأزرق هذه الأيام:
المغالطة الأولى هي "تعيير" بعض سياسيينا بأنهم خرجوا من جُبة نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع،وأن ترشحهم اليوم لأي منصب قيادي هو نوع من إعادة إنتاج ذلك النظام،
والمغالطة الثانية هي أن المعارضة الموريتانية غير قادرة على هزيمة النظام القائم.
مروجو المغالطة الأولى ثلاثة أصناف: صنف مكتوب لهم وهم مجرد ناشرين بالجملة أو المفرد ومنهم مَن يُنشر على صفحاتهم دون علمهم، والصنف الثاني بعض مَن غشيهم العار العظيم الذي يلحق بمن ينهى عن خلق ويأتي مثلَه،والصنف الثالث مصابون بالزهايمر، وإلا كانوا تذكروا أين يوجد اليوم اثنان على الأقل من أقرب العسكريين من معاوية.
أما مروجو المغالطة الثانية فعليهم العودة بالذاكرة قليلا إلى الوراء ليتذكروا كيف أن القارة الإفريقية عرفت هزات تصويت عقابي فى السنوات السبع الأخيرة، لم تنفع بعضَ الأنظمة معها وسائلُ الترغيب والترهيب:
• فى سنة 2012،وبعد معركة من شوطين،هُزم الرئيسُ السنغالي عبد الله واد،الأستاذُ المبرز فى القانون والاقتصاد،على يد المهندس الجيولوجي و رئيس وزرائه السابق ماكي سال( أعلمه الرماية كل يوم/// فلما اشتد ساعده رماني).
• فى مارس2016 ،وفى الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية فى بِنين، هزم رجلُ الاعمال "ملِك القطن" (باتريس تالون) منافسَه (ليونيل زينسو)،الأستاذَ المبرز فى العلوم الاقتصادية والاجتماعية و رئيسَ الوزراء ومرشحَ الحزب الحاكم وحاملَ الجنسية الفرنسية ( قد ينتصر رجل أعمال محلي على أكاديمي مستغرب).
• فى فبراير2016 دُفع الرئيسُ النيجيري (ماهامادو ايسوفو)،المجازُ فى الهندسة المدنية والاحصاء التطبيقي،إلى شوط ثانٍ بعد أن فشل فى هزيمة منافسه القابع فى السجن، رئيسِ الوزراء السابق (هاما أمادو)، خريج المعهد الدولي للإدارة العمومية فى باريس( الطريق من الأسْر إلى القصر ليس مسدودا بالضرورة).
• فى دجمبر 2016 ، هزم الحارسُ الشخصي لوالد زوجة الرئيس الغامبي الأسبق ورجلُ الأعمال (آداما بارو) الرئيسَ (يحي جامي) ووضع حدًّا لحكمٍ دام 22 سنة (من موقعه يراقب الحارس عادة ثغرات اللاعبين على النجيلة).
• فى دجمبر 2016 كذلك،هزم زعيمُ المعارضة فى السيراليون( نانا اكوفو أدو)،الطالبُ السابق بجامعة أكسفورد،الرئيسَ(جون دراماني ماهاما)،المجازَ فى علم النفس( المغلوب هنأ الغالبَ وحضر حفل تنصيبه).
• فى دجمبر 2017،و فى الشوط الثاني، هزم لاعبُ كرة القدم الشهير (جورج ويا) نائبَ الرئيس الليبيري (جوزيف باكاي)،المجازَ فى إدارة الأعمال والتجارة .
• فى إبريل 2018،هزم (جوليوس مادا بيو) مرشحُ المعارضة،مرشحَ الحزب الحاكم (سامورا كامارا)، الدكتورَ فى الاقتصاد.
• آخر الهزات كانت فوزَ المعارض(فيليكس تشيسكيدي) برئاسة الكونغو الديمقراطي،متبوعا بمعارض آخر فى المرتبة الثانية،بينما احتل مرشح النظام المرتبة الثالثة (بعضُ مرشَّحِي الأنظمة الخيِّرينَ يُطبَخون فى مرق أوزار أنظمتهم الفاسدة).
موريتانيا ليست استثناء وفى معارضتها أترابُ ماكي صال، و باتريس تالون.
بقلم: باباه سيدي عبد الله