الرئيس الغزواني يعيد رسم معالم العاصمة نواكشوط/ إسماعيل ولد الرباني*

في سياق تخليد الذكرى الخامسة والستين للاستقلال الوطني، وضع رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حجر الأساس لحزمة من المشاريع التنموية في العاصمة نواكشوط، في خطوة تعكس رؤية متجددة لتطوير الفضاءات الحضرية وتعزيز الهوية الوطنية.

وتشكل هذه المشاريع، التي شملت معلمة “نصب الأمة” وتطوير بحيرتي تآزر في تفرغ زينة والترحيل بالرياض، مؤشرا على مسار جديد لتحسين جودة الحياة في العاصمة، وتكريس رمزية الدولة في فضائها العام.

إن إطلاق مشروع “نصب الأمة” في مقاطعة لكصر يتجاوز كونه عملا عمرانيا إلى كونه رسالة سياسية وثقافية. فالمعلمة المقترحة، بما ستحمله من رموز ودلالات، تسعى إلى ترسيخ صورة الدولة الحديثة وربط المواطن بذاكرته الوطنية.

وفي ظل تعدد المشاريع الاقتصادية والخدماتية التي تُدشّن سنويا، يبرز تخصيص مشروع للهوية والرمزية كتوجه يُعيد الاعتبار للفضاء العام باعتباره جزءا من بناء الشعور الوطني وتعزيز الانتماء الجماعي.

أما مشروع تطوير بحيرتي تآزر في تفرغ زينة والترحيل بالرياض، فيحمل بعدا بيئيا وعمرانيا في آن واحد.

فالتحول الموعود للموقعين إلى فضاءات خضراء حيوية يأتي استجابة لتحديات تشكو منها نواكشوط منذ عقود، من بينها ندرة الحدائق العمومية وضعف البنية البيئية داخل مدينة يُتوقع أن يتضاعف عدد سكانها خلال العقدين المقبلين.

ويمثل المشروع أيضا محاولة لإعادة التوازن للمشهد الحضري، عبر تحويل المناطق التي كانت في السابق نقاطا معرضة للمياه الراكدة إلى فضاءات صديقة للسكان، توفر متنفسا بيئيا وتحسن جودة الهواء وتدعم إمكانية تنمية نمط حياة صحي داخل المدينة.

هذه المشاريع لا يمكن قراءتها بمعزل عن التوجه العام لسياسات الرئيس الغزواني خلال مأموريته الثانية، حيث يبدو أن تعزيز التنمية الحضرية وإعادة هيكلة العاصمة باتا من أولويات الحكومة.

فالتحولات العمرانية التي تشهدها نواكشوط، سواء عبر الطرق أو البنى التحتية أو الفضاءات العمومية، تؤكد أن العاصمة تسير نحو نموذج جديد أكثر توازنا واستدامة.

كما يبعث إطلاق المشاريع بالتزامن مع ذكرى الاستقلال رسالة رمزية مفادها أن بناء الدولة لا ينحصر في محطات تاريخية، بل يتجدد عبر مشاريع تواكب العصر وتلبي حاجات المجتمع في بيئة متغيرة.

ولأن الرهان الأكبر يظل مرتبطا بمرحلة التنفيذ، جاءت تعليمات الرئيس بتوفير صيانة مستدامة، وضمان عدم العودة إلى الوضع السابق الذي كان يخلق بؤر مياه راكدة ويتسبب في مشكلات صحية.

وسيرى المواطنون أثر “نصب الأمة” على مستوى التصميم والجاذبية البصرية، ومدى قدرته على أن يصبح علامة معمارية متميزة تُضاف إلى سجل المعالم الوطنية.

إن وضع حجر الأساس لهذه المشاريع يعكس توجها استراتيجيا نحو تعزيز البنية الحضرية والرمزية لنواكشوط، وفتح صفحة جديدة في مسار تطوير الفضاء العام.

وتُظهر هذه المشاريع قدرة السياسات العمومية على إحداث تحول ملموس يجعل العاصمة مدينة أكثر حياة، وأكثر تعبيرا عن روح الأمة الموريتانية.

 

*- المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء

ثلاثاء, 02/12/2025 - 11:16