
الوئام الوطني : تُعد الجالية الموريتانية في أنغولا واحدة من أبرز الجاليات الموريتانية من حيث الحيوية الاقتصادية، والتنظيم الداخلي، وحمل الهمّ الوطني. فمنذ البدايات الأولى لتوافد الموريتانيين على هذا البلد الإفريقي الغني بالفرص، تشكلت نواة تنظيمية متماسكة استطاعت أن تبلور نموذجا ناجحا في الاندماج الإيجابي، وفي الحفاظ على الروابط الوطنية القوية.
ولم يكن هذا الدور محصورا في نطاق مصالح الجالية فحسب، بل امتد ليشمل إسهاما اقتصاديا مباشرا في الوطن. فقد أثبتت الجالية، خلال أزمة «كورونا»، مستوى ناضجا من التضامن الوطني عبر مساهمتها الكبيرة في دعم صندوق مكافحة الجائحة، وهو موقف كان محل تقدير واسع داخل موريتانيا وخارجها.
هذا السلوك الجماعي يعكس طبيعة جالية تُدرك أن ارتباطها بالوطن ليس شعورا عاطفيا فقط، بل هو مسؤولية مستمرة.
اليوم تستعد الجالية الموريتانية في أنغولا لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في زيارة تُعدّ الأولى من نوعها من حيث الدلالة السياسية والتنظيمية.
فالرئيس الحالي هو أول من أسس لإطار مؤسسي يضمن إشراك الجاليات في الشأن الوطني، عبر انتخاب مناديبها، وتنظيم منتدى للجياليات يناقش مشاكلها ويطرح التصورات والحلول، وحوّل هذا التفاعل إلى مسار دائم بدل أن يبقى مجرد مبادرات ظرفية.
هذه المقاربة الجديدة منحت الجاليات، وفي مقدمتها جالية أنغولا، فضاءً يعزز حضورها في صياغة الرؤية الوطنية، ويمنحها شعورا بأن صوتها مسموع وأنها جزء من مشروع الدولة، لا مجرد طرف خارجي مرتبط بالوطن من بعيد.
ومن المعروف عن الجالية الموريتانية في أنغولا أنها داعمة لبرنامج رئيس الجمهورية، وتتبنى رؤية إصلاحية ترى فيها مسارا لعصرنة الدولة وتعزيز العدالة الاجتماعية.
هذا الدعم سينعكس، بحسب المعطيات المتداولة داخل الجالية، في الشكل الرفيع للاستقبال الذي ستخصصه للرئيس خلال زيارته المرتقبة للعاصمة لواندا.
فالجالية، بما تُظهره عادة من انضباط وتنظيم، تستعد لإبراز صورة موريتانيا متماسكة في الخارج، وللتأكيد على أن مشروع التحديث الذي يتبناه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يجد صداه بين أبناء الوطن في المهجر، كما في الداخل.
إن زيارة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لأنغولا لن تكون حدثا بروتوكوليا عاديا، بل هي محطة سياسية واجتماعية تعكس عمق العلاقة بين الدولة وجالياتها، وتؤكد أن موريتانيا الجديدة تتحرك نحو إشراك جميع أبنائها، داخل البلاد وخارجها، في مسار البناء الوطني. كما أنها مناسبة لتكريم جالية برهنت، عبر مواقفها وسلوكها، على أنها شريك حقيقي في مسيرة التنمية والدفاع عن القضايا الوطنية.
إسماعيل الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني


.gif)
.png)
.jpg)
.gif)

.jpg)

.jpg)