زيارة الرئيس الغزواني للنعمة.. بين التعبئة السياسية وتكريس مشروع الدولة القاعدية

الرئيس الغزواني خلال وصوله النعمة في زيارة سابقة

إعداد: قسم التحليل السياسي – الوئام الوطني

تعيش مدينة النعمة هذه الأيام حركية سياسية غير مسبوقة، استعدادا للزيارة المرتقبة التي سيؤديها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يوم الخميس المقبل إلى ولاية الحوض الشرقي.

زيارة تأتي في ظرف وطني حساس، وفي سياق سياسي وتنموي يعكس عمق التحول الذي تشهده موريتانيا في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى تعزيز اللامركزية، أو على مستوى توطيد العلاقة بين القيادة السياسية والقاعدة الشعبية.

وفي هذا الإطار، وصل نائب رئيس حزب الإنصاف الحاكم، السيد يحيى ولد أحمد الوقف، إلى مدينة النعمة، على رأس وفد كبير من قيادة الحزب، في مهمة سياسية وتنظيمية هدفها الأساسي تعبئة القواعد الحزبية والجماهير المحلية لاستقبال رئيس الجمهورية بما يليق بمكانته وبالرمزية الوطنية لزيارته.

وقد ترأس ولد الوقف اجتماعا موسعا بمقر الأمانة الاتحادية للحزب بالحوض الشرقي، ضم المنتخبين والقيادات الجهوية والمحلية، حيث قدم شكره لجميع الهيئات الحزبية على ما أبدته من استعداد وتفاعل مع التحضيرات الجارية، داعيا إلى الانضباط والحشد المنظم خلال فعاليات الاستقبال والمهرجان الذي سيترأسه الرئيس بمدينة النعمة.

لا تقتصر أهمية هذه التحركات على بعدها التنظيمي أو التعبوي، بل تتجاوز ذلك إلى قراءة أعمق في المشهد السياسي الوطني.

فزيارة الرئيس غزواني إلى الحوض الشرقي، وهي واحدة من أهم الولايات من حيث العمق التاريخي والبشري والسياسي والاقتصادي، تعكس حرص القيادة العليا على الاقتراب من المواطن في عمق البلاد، والاستماع إلى مشاغله، والاطلاع ميدانيا على المشاريع التي تم تنفيذها أو التي هي قيد الإنجاز.

وقد حرص نائب رئيس الحزب خلال كلمته على استعراض أبرز المشاريع التنموية التي تحققت في الولاية بفضل التوجيهات الرئاسية، خاصة في مجالات البنى التحتية، والمياه، والطاقة، والتعليم، والصحة، مما أسهم فعلا في تحسين ظروف المواطنين وتعزيز مؤشرات التنمية المحلية.

وتحمل زيارة الرئيس إلى الحوض الشرقي بعدا رمزيا قويا، فهي ليست فقط زيارة تفقدية لمشاريع الدولة، بل تمثل أيضا رسالة سياسية مزدوجة، تتعلق بتجديد الثقة في سكان الولاية الذين ظلوا ركيزة أساسية في المشروع الوطني، ومن جهة أخرى، تجسيد لسياسة القرب التي ينتهجها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي جعلت من التواصل المباشر مع المواطنين سمة مميزة لعهد التهدئة والإصلاح.

أما على المستوى الحزبي، فالنشاط المكثف لوفد حزب الإنصاف يعكس رغبة واضحة في مواكبة توجهات الدولة، وإظهار الانسجام بين العمل الحزبي والعمل الحكومي في خدمة المواطن والوطن.

ومن المنتظر أن تتواصل خلال اليومين المقبلين اللقاءات التحسيسية والمهرجانات السياسية التي ينظمها الحزب والسلطات المحلية، بهدف ضمان مشاركة جماهيرية واسعة في استقبال فخامة رئيس الجمهورية، وإبراز مستوى الالتفاف الشعبي حول مشروعه المجتمعي، القائم على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتوطيد الدولة الحديثة.

هذه التعبئة لا تنحصر في البعد السياسي وحده، بل تعبّر عن روح وطنية جامعة ترى في زيارة الرئيس فرصة لتجديد العهد بين الدولة والمواطن، وفرصة أيضا لتقويم المسار التنموي وتقييم ما تحقق من إنجازات ميدانية.

إن زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المرتقبة لولاية الحوض الشرقي تمثل محطة مفصلية في مسار التواصل الوطني، وهي تأتي لتؤكد أن العمل السياسي الجاد لا ينفصل عن البعد التنموي الملموس، وأن الحزب الحاكم ومعه الأحزاب الوطنية المساندة يعملون في تناغم لخدمة رؤية وطنية واحدة عنوانها: “موريتانيا متصالحة مع ذاتها، متوازنة في تنميتها، عادلة في توزيع فرصها، وقريبة من مواطنيها."

وكالة الوئام الوطني للأنباء 

ثلاثاء, 04/11/2025 - 09:57