افتتاحية الوئام الوطني : استكمالا للعمل الحكومي المتواصل دعما ومؤازرة للمواطنين المتضررين من ارتفاع منسوب النهر في الولايات الأربع المطلة على الضفة.
وبعد متابعة دقيقة لجهود تطبيق توجيهاته لمختلف القطاعات الحكومية المعنية بالتدخل الفوري والشامل في المدن والقرى المتضررة.
وبعد تعبئة الدولة بكافة طاقاتها ومواردها من أجل التصدي للكارثة، وتضافر الجهود الإغاثية والطبية والأمنية التي وصلت ليلها بنهارها من أجل إنقاذ الأرواح والممتلكات وتوفير الإيواء، مع ما يتطلبه ذلك من التكفل الغذائي والدوائي.
وبعد حضور الدولة بكل قوتها وإمكانياتها منذ اللحظة الأولى للكارثة، ممثلة في قطاعات الداخلية والدفاع والصحة والتجهيز والنقل والطاقة والنفط والمياه والصرف الصحي والمندوبية العامة للتآزر ومفوضية الأمن الغذائي، والقوات المسلحة البرية والبحرية.
وبعد الإجلاء السريع والإيواء المنظم والإحصاء الفوري للمتضررين ولممتلكاتهم التي جرفتها السيول.
وبعد أن وفرت الدولة الخيم والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وقامت المصالح المختصة بالعمل الفوري على إعادة ترميم الطرق والممرات...
وبالتزامن مع الذكرى ال64 لعيد الاستقلال الوطني المجيد.
قام رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بزيارة تفقد واطلاع وإنجاز لمدن وقرى ولايات اترارزه، لبراكنه، گورگول، وگيدي ماغا، أشرف خلالها على إطلاق مشاريع تنموية هامة، وزار مراكز إيواء المتضررين من الفيضانات على طول الضفة.
كانت البداية بتلبية احتياجات المزارعين بالطاقة في مدينة روصو الزراعية بامتياز، حيث أشرف رئيس الجمهورية على تدشين مشروع تزويد منطقة الإنتاج الزراعي في الضفة بالطاقة الكهربائية، وبذلك يتم إنشاء بنية تحتية كهربائية في مناطق الإنتاج الزراعي في الضفة، مما يسهل نفاذ المزارعين إلى طاقة كهربائية منخفضة التكلفة لدعم أنشطتهم؛ ولضمان ولوجهم لخدمة الكهرباء؛ فضلا عن استخدام طاقة ماننتالي من أجل تزويد الحقول الزراعية الواقعة في الحيز الجغرافي بالخدمة الكهربائية، كل ذلك سعيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي من خلال تعزيز وتحسين الإنتاج الزراعي في منطقة الضفة.
لقد جسد هذا المشروع التنموي الهام تحولا غير مسبوق لصالح القطاعات الخدمية والإنتاجية في البلد، ولم يكن ليتم لولا تشجيع الرئيس الغزواني على الاهتمام بالزراعة المحلية ومدها بما يلزم من منظومات طاقة قادرة على مواكبتها وتحفيزها سبيلا لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في الاكتفاء الذاتي التدريجي والمتسارع والمستدام.
ويعتبر هذا الانجاز أحد أكبر مشاريع البنى التحتية التي تعرفها منطقة الضفة، كما يعد أكثرها تأثيرا على كلفة الإنتاج الزراعي؛ فضلا عن كونه حلما لكافة المزارعين، كما ورد على لسان وزير الزراعة في خطابه بالمناسبة.
ومن شأن هذا الإنجاز أن يتجاوز تلبية احتياجات المزارعين والمستثمرين إلى فتح آفاقا استثمارية واعدة في مجال بناء وحدات المعالجة والتبريد، وأن يسمح بإنشاء وحدات صناعية تحويلية، فضلا عن الأثر المباشر للكهربة في خفض كلفة الري بنسبة تقدر بما لا يقل عن 30% وهو ما يعني خفض كلفة الإنتاج الزراعي والغذائي؛ كما سيضع حدا لمعاناة المزارعين الناتجة عن استخدام المولدات التي تعمل بالديزل، والتي تتسم بتكاليف تشغيل مرتفعة من جهة كما أنها تشكل مصدر خطر على البيئة من جهة ثانية.
وفي ولاية لبراكنة، المحطة الثانية للزيارة والولاية الزراعية الهامة، حرص رئيس الجمهورية على تحسين الأمن الغذائي، وزيادة الإنتاج الزراعي المروي والمطري بشكل مستدام ودخل المزارعين، مع التخفيف من تكلفة الإنتاج، وذلك من خلال الإشراف على وضع حجر الأساس لمشروع استصلاح 1575 هكتارا مخصصة للزراعة المروية في منطقة دار البركة بولاية لبراكنة، وتنظيف وإعادة معايرة المحور المائي كوندو ــ جيو ــ أنكالنك ــ كوندي بطول 25.5 كلم، إضفاء للبعد الاستراتيجي للزراعة وسيادتها الغذائية، سبيلا إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتحقيق نهضة البلد الاقتصادية والاجتماعية.
ولم يغب دعم القطاع الصحي، بنى تحتية وتجهيزات وكوادر، عن زيارة رئيس الجمهورية لولايات الضفة، حيث أشرف بمدينة سيلبابي، عاصمة ولاية گيدي ماغا، على تدشين مركز استطباب المدينة، الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 150 سريراً، ويضم أقسام الطوارئ، معمل التحاليل الطبية، التصوير الطبي، 4 غرف عمليات، الأمومة، طب الأطفال، طب حديثي الولادة، وحدة السل، استشارات المرضى الخارجيين، المرضى الداخليين، جراحة الأسنان، الإدارة، المغسلة والمطبخ.
المستشفى الجهوي بسيلبابي سيساهم في تعزيز صحة مواطني الولاية والولايات المجاورة وتثبيتهم في أماكنهم الأصلية.
وفي إطار تقريب الخدمة الإعلامية تمكينا لمواطني ولاية كيدي ماغه من تكريس حقهم في إعلام نوعي مهني ومتنوع، أشرف رئيس الجمهورية، بمدينة سيلبابي، على تدشين عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية.
وعلاوة على تدشين ووضع الحجر الأساس للمشاريع الإنمائية الهامة، حرص الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على زيارة مراكز إيواء المتضررين من السيول في مختلف ولايات الضفة، والاجتماع بممثليهم وتفقد أحوالهم، والاستماع إلى أهم المشاكل المطروحة لهم، فشكل ذلك فرصة لإشادة المتضررين من الفيضانات بالتدخل السريع للسلطات الإدارية ولكافة الأجهزة الحكومية المعنية بإغاثتهم.
إن زيارة رئيس الجمهورية لهذه الولايات، وإن كانت قد حملت لمناطقهم العديد من المشاريع الإنمائية والصحية والتثقيفية الهامة، لتؤكد مستوى الاهتمام بالمواطن العادي الذي يجد الرئيس إلى جانبه كلما احتاج إلى دعم أو مساندة أو اهتمام.
فرغم مشاغل الرئيس الكثيرة، داخليا وخارجيا، إلا أنه لم يتأخر في توجيه الحكومة لسرعة التدخل فور تضرر المواطنين من ارتفاع منسوب النهر، ولم يشأ أن تحل عليهم ذكرى استقلال بلدهم دون أن يجلس بينهم ويواسيهم ويطلق لهم المشاريع التي ستغير حياتهم نحو الأفضل.
وكالة الوئام الوطني للأنباء