(خاص للوئام ) خدمة التوصيل عبر الدراجات.. يوميات مكافحين، وتحديات جمة ـ تقرير

 

الوئام الوطني ـ (تقرير خاص عن خدمة التوصيل في نواكشوط ) - لا يعتقد سيدي ـ عامل توصيل ـ أن امتطاء الدراجة في الصباح والبدء في إيصال رسائل العملاء أسوء مهنة متاحة في نواكشوط، بل هي مصدر دخل له وللمئات ممن فضلوا هذا العمل على غيره.

دخل يومي معتبر

يقول سيدي إن الدخل اليومي في حال انتظم العمل قد يصل لحدود 8 آلاف أوقية قديمة، وقد يزيد أو ينقص حسب أيام العمل.

معدل دخل معتبر مقارنة مع نوعية العمل وكلفة البنزين التي يعتبرها باهضة إلا أن الدراجة تبقى أقل تكاليف من السيارة كما أنه اسرع في مثل هذه الحالات وفي أوقات ازدحام حركة المرور.

تحديات جمة

يشكو العاملون في مهنة إيصال الرسائل عبر الدراجات من مشكل تحديد مكان الزبون في ظل عدم الاتفاق على تسميات محددة للشوارع، وفي ظل ضعف التواصل مع بعض العملاء، وهو ما يتسبب في ضياع الكثير من الوقتـ، وقد يضطر لإعادة البضاعة للمصدر في ظل تعذر الوصول للمشتري.

تكاليف النقل متفاوتة حسب التوقيت والمكان

فاطمة فتاة تتعامل بانضباط مع مقدمي خدمات التوصيلـ، تقول إنهم قدموا جهودا هامة خصوصا في فترات تصعب فيها الحركة كالليل والظهيرة، وتعويض عدم وجود سيارة، وامور أخرى.

تدفع فاطمة ثمن كل رسالة ويتراوح ما بين 1000 أوقية قديمة و1800 ألف اوقية قديمة، ولكل من التكلفتين مبرراته.

تدفع فاطمة سعر التوصيل مرتاحة وهي داخل منزل ذويها، وهذا بالنسبة لها أمر يستحق كل ما سيدفع من أجله.

تكاليف تناهز ثمن الطلبية

على عكس فاطمة دحمود صاحب محل ولكنه يرى أن الزبناء يدفعون غالبا أثمانا في التوصيل تتقارب مع أسعار البضاعة.

ويرى دحمود أن الكسل وعدم تقدير المال هما السبب في أن تدفع سيدة ثمن ما ستشتري فقط في أن يصل منزلها في وقت كانت التكلفة لن تتجاوز 500 أوقية قديمة، في حال اعتمدت على النقل العادي.

مؤسسات عاملة

فتحت مؤسسات جديدة لمحاولة تنظيم هذا القطاع، وبدأت عمليا في التواصل مع الزبناء، ولكن غالبية الشباب يفضل العمل بشكل مستقل.

أحد موظفي المؤسسات التي اعتمدت على التوصيل لإغراء عملائها التقينا به، حدثنا عن تجربته وأنه في السابق كان يعمل بشكل مستقل، إلا أنه فضل التعامل مع مغسلة لتوصيل الملابس لعملائه مقابل راتب شهري يمنح له.

يقول هذا العامل إن منطقة تفرغ زينة ينتعش فيها قطاع التوصيل وخصوصا في الليل حيث تبدأ الحركة وتفتح الأسواق.

عاصمة مترامية الأطراف

 

نواكشوط عاصمة متشعبة، ومن الصعب التواصل داخلها فهي لا تتوفر على تسميات واضحة للشوارع رغم الجهود المبذولة إلا أن طبيعة المواطن الموريتاني تجعله يعتمد على التواصل المباشر وتحديد المكان عبر الرواية بدل عناوين رسمية متفق عليها.

خميس, 15/02/2024 - 20:27