الوئام تنشر النص الكامل لمقابلتها مع النائب المعارض محمد الأمين سيدي مولود(فيديو)

 

الوئام الوطني ـ مقابلات: قال النائب البرلماني ورئيس لجنة الشؤون الاقتصادية بالجمعية الوطنية (البرلمان)، السيد محمد الأمين ولد سيدي مولود، إن على الأغلبية أن تتدارك حال البرلمان.
وأضاف، في مقابلة مع وكالة الوئام الوطني للأنباء، أن على المعارضة أن تعدد مرشحيها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتوقع اتفاقا للتوحد في حال كان ثمة شوطا ثان.

نص المقابلة: 

وكالة الوئام: بوصفكم أحد النواب المخضرمين الذين عايشوا برلمانين متتاليتين.. كيف تنظرون إلى أداء الغرفة التشريعية في المأمورية الجارية مقارنة بسابقتها؟
محمد الأمين سيدي مولود: النسخة الحالية فيها تراجع كبير، بالمقارنة مع سابقتها والتي سبقتها تراجعت أكثر من اللواتي سبقنها، فالبرلمان الموريتاني يتقهقر، وذلك لعدة أسباب منها ما يتعلق بالمؤسسة ومنها ما يتعلق بالنظام وما يتعلق بالنواب وما يتعلق بالناخب، وهو الأهم.
البرلمان الموريتاني عبارة عن مخرجات عملية انتخابية غير سليمة، فالناخب الموريتاني حين يختار لا يختار وهو يستحضر المسؤولية التي سيكل للنائب، ولذك يغيب عن ذهنه ما يرتبط بالمشاكل طيلة خمس سنوات، من عطش وتراجع للخدمات، وحين يحين وقت التصويت الذي ينبغي ان يعكس مدى رضاه عن توفر الخدمات ينسى كل شيء ويصوت على أسس قبلية أو عرقية أو جهوية وحتى منفعية، وحين ينقشع الغبار ويفيق يبدأ يندب حظه من جديد.
البرلمان الحالي يتراجع ويعود لأسباب منها كثرة النواب 177 لـ 4 ملايين، وزيادة نسبة التجار داخل البرلمان وهم منشغلون عن التشريع، ودخلوا السياسة بشراء الذمم، وبالتالي لا يحضر كثير  من النواب لمعظم الجلسات.
كما أن تعديل النظام الداخلي للجمعية الوطنية ضعف الرقابة وصعب الاستجواب، وضيق على النواب.
وفي خلاصة القول أن البرلمان الموريتاني في حال يرثى له، وإذا لم تتداركه الأغلبية الحاكمة فهذه المؤسسة يمكن القول أنه يجب الاستغناء عنها.

وكالة الوئام: تصديتم لمهمة حل مشاكل الجاليات الموريتانية في الخارج، وقمتم بجولات عديدة لهذا الغرض.. هل تعاطت الحكومة إيجابا مع مطالب الجاليات، خاصة فيما يتعلق بالحالة المدنية؟
محمد الأمين سيدي مولود: نعم الحكومة تعاطت إيجابيا مع المطالب وتجاهلت البعض، ومن بين الأمور التي تعاطت معها الحالة المدنية، كما تفضلتم.
وإن كان من سوءات ضعف السلط أن تمن على الناس بأمور ليست تافهة ولكن أيضا هي طبيعية في ظل الإمكانات المتوفرة ـ بطاقة أو جواز سفر، هي الحد الأدنى من الحقوق.
في الواقع وجدت الحكومة الأمر في مرحلة وحسنته، ولكن لا تزال جاليات كبيرة لا تتوفر على سفارات، وجاليات أخرى لا تتمكن من التصويت.
دول محدودة هي التي تتوفر على مكاتب للتصويت ربع مليون هو عدد جالياتنا ولا يصوت منها الا القليل.
الدول التي تضم جاليات كبيرة لا توجد بها مكاتب.
بالمختصر طرأ تحسن وثمة قانون تعدد الجنسيات وطالبنا به سابقا، كما طالبنا بتصويت الجاليات لاختيار نوابها.
الجاليات توفر الكثير لموريتانيا وتستحق أن تمنح الكثير من العناية أكثر مما هو ممنوح لها الآن.
نحن لم نستطع بعد تنظيم مؤتمر للجاليات مثل ما هو موجود في المغرب مثلا، ولا نزال بعيدين من تقدير الدور الذي تقوم به الجاليات في تنمية البلد.

وكالة الوئام: كيف تقيمون تنزيل الشق الاجتماعي من برنامج الحكومة؟ 
محمد الأمين سيدي مولود : الحكومة تدعي أنها انفقت 630 مليار أوقية خلال السنوات الخمس الماضية، من سمع الرقم يظنه كبيرا، أولا انا اشك فيه، ولكن الرقم ليس كبيرا، ميزانية الدولة آخر سنة من حكم عزيز كانت 540 مليار، وهذا العام 1080 مليار والعام نفسه أيضا ، الفارق في هذي السنتين يضاعف ما انفقه خلال خمس سنوات.

وكالة الوئام: كتبتم مؤخرا مقالا بعنوان "خيارات المعارضة في الرئاسيات المقبلة " هل لك ان تضعنا في صورة عن المقال؟
محمد  الأمين سيدي مولود : هو فقط محاولة استشراف لخيارات المعارضة، أو بمعنى آخر ترجيح الخيار الذي أرى انا ورفاقي أنه قد يكون الأحسن.
أولا، خيار المقاطعة ليس جيدا، رغم أن النظام يدفع المعارضة للمقاطعة في ظل تعنته عن تحسين المنظومة الانتخابية، ويرفض دعوة المعنيين لتنقية الجو بعد الانتخابات الأخيرة التي قال بعض الموالاة إنها مزورة، وقالت المعارضة إنها شهدت تزويرا.
رغم هذا الجو فخيار المقاطعة يبقى ابتعاد عن الجماهير، وغياب الخطاب في موسم سياسي مهم، لكن حين تفرضه الظروف فهو افضل من تشريع واقع أسوأ.
الخيار الثاني ان المعارضة وسبق ان فعلت هذا 2003 و2007 و 2018 تأخذ وزيرا سابقا لم يسبق وأن عارض وترشحه وتدعمه وتقضي 15 يوما في مدحه، ومن ثم يعود هو إلى سربه يعين أو يختفي وتعود المعارضة إلى قواعدها، وبالتالي هي لم تربح منضما جديدا، وخسرت ترشيح أحد قادتها، وتكون الحصيلة دعم شخص من النظام غير ناجح على حساب آخر ناجح.
وبالتالي تبقى خيار ترشيح شخص من داخل المعارضة، وترشيح أكثر من شخص، والخيار الأول سيضعف الحصيلة النهائية، فالكثير من الموريتانيين يصوتون على أساس قبلي وجهوي، فحين ترشح شخصا لكل منطقة ستزداد نسبة أصوات المعارضة، وبالتالي يمكن جر المرشح عن النظام لشوط ثان والتحالف ضده، ولذلك أظن ان افضل خيار للمعارضة هو تعديد المرشحين شريطة أن يكونوا من المعارضة، مع ضرورة إيجاد اتفاق لضمان توحيد المرشح في الشوط الثاني.

وكالة الوئام الوطني: هل لمستم حراكا معارضا لتوحيد المرشح الرئاسي لمنافسة رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة؟.. وهل من أسماء تم طرحها على الطاولة؟.
محمد الأمين سيدي مولود: أستبعد أن المعارضة ستخوض الانتخابات بمرشح واحد، ولا ينبغي لها ذلك ، وثمة عدة مرشحين.
نحن في تحالف امل موريتانيا او بعضنا ابدى التفكير في الترشح العيد محمدن مثلا، كما أن النائب بيرام كذلك ابدى عزمه الترشح، ولا استبعد ترشح اشخاص مقربين من حمائم النظام لخوض غمار الرئاسيات.

وكالة الوئام: ما هي رسالتك للناخب الموريتاني؟
محمد الأمين سيدي مولود: حان الوقت لليقظة من البلادة ان تكرر نفس الأسباب في نفس الظروف وتنتظر نتيجة مختلفة. 
حين تكتوي بفشل من صوت لهم وتعود وتصوت لهم، فأنت من يتحمل المسؤولية.

بامكانكم  متابعة  المقابلة  في  الفيديو  التالي : 

أحد, 21/01/2024 - 11:08