"جنگ"ينتقل من إصلاح الأحذية الى تصنيعها ...أجنبي خلق لنفسه فرصة عمل فى نواكشوط

أصبحت مهنة بيع وإصلاح الاحذية منتشرة فى العاصمة نواكشوط على أرصفة الشارع فى السوق المركزي للعاصمة وعلى امتداد الشارع المتجه نحو ما تعرف بعمارة "آفاركو"، حيث يستخدم صناع الأحذية مواد بسيطة كعلب ورنيش ومواد تلميع ومطرقة وسندان ومسلة وخيوط وكماشة، من أجل تصليح الأحذية.

 يأتي الزبون وهو على عجلة من أمره ويسلم الإسكافي حذاءه لتصليحه قبل أن يمضي لحاله وقد أصلح الحذاء، فالمهنة تحتاج للسرعة وكسب الوقت.
يعمل المواطن جنگ فى تصليح الأحذية منذ سنوات، حيث يأتي كل صباح رفقة زملائه للرصيف المحاذي للسوق المركزي ويضع أدواته فى انتظار أول زبون يفتتح به العمل. 
يقول جنگ، في تصريح خاص لوكالة الوئام: "نعمل منذ سنوات فى هذا المكان المفتوح رفقة زملاء من بلدان عدة وصلوا هنا للبحث عن وسيلة رزق تضمن لهم العيش الكريم".
وأضاف: "أعود فى المساء إلى منزلي فى حي الفلوجة بعد جمع مبلغ يكفي الأسرة لمدة يومين"، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار المواد الاولية المستخدمة فى تصليح وتلميع الأحذية، والإضطرابات الحاصلة فى أسعار المواد الغذائية، خلال الآونة الأخيرة، جعلا وضعه المادي أكثر تعقيدا من ذي قبل.
ومضى جنگ إلى القول: "كل هذا فرض علينا البحث عن طريقة مبتكرة للتحول من تصليح الاحذية الى صناعتها وبوسائلنا الخاصة"، مؤكدا أنه لم يمض وقت طويل حتى تمكن من وضع لمسات على أول حذاء يقوم بصنعه باستخدام جلود قديمة مأخوذة من بقايا محافظ نسائية ومستلزمات قديمة يتم تفكيكها ليستخلص منها ما يلزم لصنع الحذاء.. 
"كانت تجربة رائعة وتطورت وازدادت لتصبح بضاعة جاهزة للبيع وبأسعار معقولة"، يقول جنگ.
حالة هذا الأجنبي، الذي خلق لنفسه فرصة عمل في قلب العاصمة نواكشوط، يجب أن تكون مثالا للشباب الموريتاني الذي يضع الهجرة نصب أعينه، متجاهلا فرص العمل الكثيرة التي يتيحها السوق المحلي الذي بات متخما بالأجانب في ظل موجة هجرة الشباب نحو بلاد العم سام.

 

تقرير/ جمال أباه

ثلاثاء, 15/08/2023 - 09:13