من أراد تفرقتنا سيعود صفر اليدين/ الدكتور محمد ولد الرباني

تابعت ليلة امس مقابلة كانت أشد سخونة من برنامج الاتجاه المعاكس لفيصل القاسم مع الضيفين النائبين منت خيطور وولد بنيوك.

وقد نشب فتيل المعركة حين اتهمت سعداني منت خيطور البلد بأنه بلد غبن وأن بعض الشرائح ترسب في الامتحانات وفي المسابقات وفي وفي... لأنها من شريحة مهمشة اجتماعيا.

حينها رد عليها النائب بنيوك بأن مثلها كنائب وعلى الأثير لا ينبغي له أن يحمل مثل هذا الخطاب الكرهاتي، فرجعت وقالت إنه موجود بالفعل هذا الغبن، حينها اتهمها بالمتاجرة كمن سبقها، وان الموريتانيين لم يعودوا يستمعوا لمثل هذه الخطابات وانها لا تمثل الا نفسها وظل الخصام يدوي من هنا وهناك و يتواصل ويتأجج حتى بدا على وجه النائب انها خذلت وتشتت أوراقها وانتثرت.

أخطر من يعيش في هذا البلد هم من يعيشون بافكارهم المتطرفة، دينيا كجماعة التكفيريين، 

و قوميا من يرون موريتانيا لقومية معينة ويرفضون الترحيب بلغات العالم تدرس وتترجم وتثري العطاءات، بهذا يمنعوننا من التطلع على الفكر الإنساني طازجا. 

فما نتغدى عليه اليوم من ثقافة ليس ثقافة بالمعنى وانما هو اقرب الى ما يسميه

 البيظان ب"بيوت"، ويسميه "لكور انجوكونل إطعام ال يحم الدحميس"، ويسميه الفرنسون des réchauffés، ويسميه الاسبان لابيلا.

حين ينتهي العالم من دراسة اطروحة علمية معينه، حينها نفكر نحن بادماجها كجديد مستحدث في البرامج.

واجتماعيا فالمتطرفون اجتماعيا هم من يتاجرون بنا سواء تعلق الأمر بالنمطييين المفاخرين بالانتماء الطبقي، او بالنمطييين الحاقدين على التاريخ والذين يريدون تسوية حساب مع ماض ولى وهرب.

نحن في زورق واحد نبحث فيه عن النجاة ونريد الوصول الى بر الامان.

وهو زورق قوي بنا موحدين و نحن اقوياء به كفضاء وكيان مريح ونحن احرار كلنا في التعامل مع الزورق وداخل الزورق الا من اراد ثقبه ليغرق او من أراد تغيير وجهته ليتيه

فليعلم هذا الأول وليتعقل هذا الثاني اننا حمى وسواعد قوية ستمنعه وتصده باكرا وترد كل ماربه خائبة و ليعلم انه بجهوده لتفرقتنا سيعود صفر اليدين.

 

من صفحة الدكتور محمد ولد الرباني