الحملة الانتخابية ونتائج الاقتراع.. وعي الشعب ونضج الساسة

الوئام الوطني : بنهاية الحملة الانتخابية وعمليات الاقتراع ومشارفة فرز الأصوات على الانتهاء، تكون موريتانيا قد طوت صفحة مشرقة من تاريخها السياسي في الحقبة الديمقراطية.

لقد امتازت الحملة بالمسؤولية الكبيرة التي تحلى بها المتنافسون، وبالانضباط الذي طبع الجماهير، وبالسهر على الأمن من قبل أجهزة الشرطة والحرس والدرك.

حقيقة أكدها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في تصريح صحفي عقب إدلائه بصوته، حيث قال إن المواطنين الموريتانيين "رغم حجم المشاركة الكبير وقوة التنافس واختلاف الآراء، أصروا جميعا على ا أن تجري الحملة في جو من الانضباط والمسؤولية"، مشيرا إلى أن انتهاء الحملة الانتخابية دون تسجيل أي تصرف يمس من السكينة العامة والهدوء، "يعتبر دليلا واضحا على مستوى وعي الشعب الموريتاني، ونضج الطبقة السياسية".

لقد مكن استتباب الأمن وتوفير ضمانات الشفافية واحترام حق الاختيار من تنظيم حملة انتخابية ناجحة، وجد الكل فيها ذواتهم، وسعى فيها الجميع لإقناع الناخبين ببرنامجه الانتخابي، وظلت فيها الإدارة على ذات المسافة من كل المتنافسين، فجاء يوم الاقتراع مترجما لاهتمام المواطنين بالحدث الديمقراطي الكبير، وذلك من خلال ارتفاع نسبة المشاركة.. ومجسدا لإرادة الناخبين الذين توزعوا، بكل حرية ومسؤولية، على اللوائح المترشحة.

حزب الانصاف الحاكم حقق على مستوى العاصمة نواكشوط نتائج مبهرة، كما وصفها المسؤول الأول للإعلام في حملته، السيد عبد الله واحمد دامو في تصريح صحفي فجر الأحد، لكن الأحداث تطورت بعد ذلك ليعم الإبهار معظم مناطق البلاد مع التقدم في فرز نتائج الاقتراع. 

اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وكذا المراقبون، أكدوا أن "عمليات فرز الأصوات جرت بدقة تامة وفق الأطر القانونية، ولم يسجل أي إشكال أو عائق يقف في وجه الإعلان أولا بأول عن نتائج الاقتراع الذي تتطلب خصوصيته المتمثلة في تعدد اللوائح، التريث لصالح الفرز وتوقيع المحاضر ورفعها إلى الجهاز المركزي للجنة"، وهي إجراءات روتينية تتطلب التدقيق والتريث لإعطاء كل ذي حق حقه دون ظلم ولا إقصاء. 

 لقد حقق حزب الانصاف أغلبية مريحة في البرلمان، وكبيرة في  البلديات والمجالس  الجهوبة  وكلية في رئاسة المجالس البلدية للعاصمة نواكشوط، وهو ما سيمكن من مواصلة نهج البناء الذي جسده رئيس الجمهورية من خلال تطبيق برنامج تعهداتي والبرامج التنموية اللاحقة، وفضلا عن ذلك، سيترك الانطباع بسلاسة إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمأمورية رئاسية ثانية خلال انتخابات العام المقبل، نظرا لتزكية غالبية الناخبين لمرشحي الحزب الذي يتخذ الرئيس مرجعية، وتعمل الحكومة المنبثقة عن الحزب على تجسيد تلك التعهدات والدفاع عن المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الأربع الأخيرة.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

اثنين, 15/05/2023 - 23:14