موريتانيا في قمة واشنطن.. نجاح دبلوماسي غير مسبوق، ونشاط رئاسي مليئ بالإنجاز والحفاوة والتكريم

افتتاحية الوئام الوطني : كما تألقت موريتانيا في الدورة الماضية للقمة الأمريكية الافريقية بظهورها كمتحدث باسم القارة وحامل للواء همومها، جاءت الدورة الجديدة، التي التأمت في العاصمة الأمريكية واشنطن، لتكشف النقاب عن نجاح دبلوماسي غير مسبوق، ونشاط رئاسي مليئ بالإنجاز والحفاوة والتكريم.

فلم يكد حبر وكالات الأنباء يجف من خبر وصول رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لواشنطن، حتى تناولت أخبار لقائه مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا ومسؤولين من الصندوق النقد الدولي في مقر المؤسسة الدولية، حيث وضع صندوق النقد الدولي لافتة ترحيب بالضيف الموريتاني الكبير على واجهة المبنى الرئيسي له في واشنطن.

ثم طالعت الوكالات جمهورها بالخبر المتعلق بسلسلة لقاءات هامة من أبرزها لقاؤه مع الرئيس التنفيذي لشركة كوسموس الأمريكية العاملة في مجال الطاقة أندور أنغليس، وذلك في مقر إقامة الرئيس بالعاصمة واشنطن، جاء على خلفية عقد حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وموريتانيا حوارا حول الطاقة، وكذلك اللقاء الذي جمع فخامته مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في مقر البنك في العاصمة واشنطن، ولقاؤه مع نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الأمريكي وليام مارستيلر، وهو بنك تابع للحكومة الأمريكية هدفه تسهيل تصدير السلع والخدمات الأمريكية.

وفي المساء، كان رئيس الجمهورية ملبيا لدعوة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، السيدة نانسي بيلوسي، لحضور حفل عشاء على شرف فخامته، حيث كانت في استقباله والسيدة الأولى، مريم بنت الداه، لدى وصولهما مكان الحفل.

وكانت ذروة التكريم، غير المسبوق في تاريخ موريتانيا والنادر في العالم، ما قامت به الأكاديمية الأمريكية للإنجاز من تكريم لرئيس الجمهورية، وذلك من خلال منحه جائزة “القيادة المتميزة”، تثمينا لدوره في مجال بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وقد جرى حفل التكريم بحضور أعضاء من الكونغرس الأمريكي، ومستشارين في البيت الأبيض، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، ورؤساء وشخصيات سامية من القارة الإفريقية.

ولم يغب المجتمع المدني الأمريكي، ممثلا في مبادرة من تحالف الأمل العالمي غير الحكومية، وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، عن قائمة المحتفين برئيس الجمهورية، فأقامتا حفل غداء على شرفه في منزل سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة إستر كوبرسميث، وقد حضر الحفل مسؤولون في إدارة بايدن، وقادة في المجال الثقافي ورجال أعمال من الولايات المتحدة، تحدثوا بإعجاب عما سموه "ريادة الرئيس ولد الغزواني في مجال بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ في بلاده".

وتحول حفل الغداء إلى نقاش مفتوح بين رئيس الجمهورية والمسؤولين الأمريكيين، حضره أيضًا ممثلون عن وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن، ووزير الطاقة، ومدير وكالة ناسا، ومدير وكالة حماية البيئة، التي تعادل وزارة البيئة في الحكومة الأمريكية.

كما حضر أيضًا رئيس مبادرات المناخ في البنك الدولي، ورئيس جمعية الثورة الخضراء في أفريقيا، والعديد من قادة الأعمال وكبار المديرين التنفيذيين لشركات كبرى من الولايات المتحدة وأفريقيا، بما في ذلك مايكروسوفت ومؤسسة بيل غيتس وروكفلر، بالإضافة إلى شركة "فياسات" التي تعد أكبر شركة أقمار صناعية في الولايات المتحدة.

وتثمينا لحصاد السنوات الثلاث التي انقضت من حكم رئيس الجمهورية، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن مؤسسة تحدي الألفية اختارت موريتانيا "لبرنامج تمويل" جديد، لدعم الإصلاحات الحكومية التي من شأنها الحد من الفقر من خلال النمو الاقتصادي. ويمثل هذا البرنامج التزاما كبيرا من قبل الولايات المتحدة للشعب الموريتاني وفرصة لتعزيز المسار الإيجابي للحكومة الموريتانية في الحكم الرشيد وحقوق الإنسان والاستثمار الاجتماعي، وقد خص الرئيس بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والسيدة الأولى مريم بنت الداه باستقبال حار في البيت الأبيض.

وخلال جلسات القمة الأمريكية الافريقية كان حضور رئيسا الجمهورية لافتا، وخطابه جامعا مانعا، حيث كان ثاني متحدث خلال القمة المخصصة لمناقشة الشراكة في أجندة أعمال 2063

لقد أوضح رئيس الجمهورية أن انعقاد القمة الإفريقية الأمريكية فيه من الدلالة ما يكفي على الوعي بترابط المصير، وبالمسؤولية اتجاه بعضنا البعض، مما يقوي الأمل بإسهام هذه القمة في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي، وترسيخ الإيمان المشترك، بمحورية الإنسان وحقوقه، وبقيم الديمقراطية، والتنمية المستديمة، والأمن والسلام.

وأضاف أن موريتانيا استطاعت في ظل محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب، تحقيق الأمن والسلام على أرضها والتأسيس لتنمية مستدامة شاملة. كما عملت على صون حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الفردية والجماعية.

لقد استعاد نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ثقة العالم في الدبلوماسية الموريتانية، التي انحرفت عن جادة المسؤولية وسلكت دروب السمسرة خلال الحقبة الماضية، فأبرزت مشاركات رئيس الجمهورية في القمم الدولية والقارية المكانة التي أصبحت بلادنا تحظى بها في المحافل الدولية. 

ففي أقل من أسبوع، وخلال مشاركته في القمتين الصينية العربية بالرياض، والأمريكية الإفريقية في واشنطن، أقنع ولد الشيخ الغزواني الجميع بأن موريتانيا أصبحت مشكاة فيها زجاجة يشع نورها لكل العالم، لا شرقية ولا غربية. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 18/12/2022 - 12:34