افتتاحية/ المقترح الرئاسي.. المعجزة التي انتشلت التشاور السياسي من الغرق في بحر الخلاف

ينظر المراقبون للتشاور، الذي جرى على مدار الأيام الأخيرة بين وزارة الداخلية واللامركزية والأحزاب السياسية حول التحضير التشاركي والتوافقي للانتخابات البلدية والجهوية والنيابية المقبلة، على أنه أول تشاور في تاريخ البلد ينبع من إرادة رسمية صادقة، وبرعاية عليا حريصة على التوافق والدفع بالعملية الديمقراطية نحو الشفافية والنزاهة. 

لقد تدخل رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في الوقت المناسب، بعد أن كادت الخلافات حول النسبية تعصف بما تحقق من توافق، فجاء البشير متمثلا في وزير الداخلية، السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين، بما أثلج صدور الجميع في المعارضة والموالاة، فتم تتويج أيام التشاور، غير المسبوق، باتفاق من شأنه أن يفرز أول انتخابات بلا ضجيج منذ بداية المسار الديمقراطي في البلد مطلع تسعينيات القرن الماضي.

ولأن المشاركين لمسوا منذ بداية جلساتهم، وقبل ذلك خلال السنوات الفارطة، حرص رئيس الجمهورية على إشراك الجميع في التحضير للعملية الانتخابية وطمأنة الشركاء على نتائجها، فقد لقي المقترح الرئاسي قبولا ومباركة من إجماع الطيف السياسي على الاحتكام له واعتباره الحل الوسط الذي يمكن الارتكاز عليه للمضي قدما في طريق المسار التشاركي. 

لقد اسفر التشاور السياسي عن جملة مقترحات من شأنها تجذير التجربة الديمقراطية وتعزيز الثقة بين الأطراف، وهو ما ينبئ بمستقبل ديمقراطي زاهر يحتاجه البلد بعد سنوات من الاحتقان والتنابز بالألقاب. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 18/09/2022 - 09:11