الطينطان: رسالة تعريف بصالون الطينطان الى السيد الوالي

يتشرف صالون الطينطان بتقديم أسمى عبارات التقدير والاحترام والعرفان بالجميل لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني للعناية التي يوليها للنهوض بالدولة وإصلاح الاختلالات التي يعاني منها المجتمع، خاصة تلك المسلكيات الضارة التي دأبت الأجيال المتعاقبة على تكريسها وتقعيدها في كافة مناحي الحياة السياسية وليست مقاطعة الطينطان استثناء من هذا الأسلوب، حتى ترصخت تلك القيم في كافة مناحي اساليب نخبتنا السياسية، عبر كل الأنظمة وفي كل المناسبات. 
انطلاقا من هذا الوصف المقتضب والسريع للواقع السياسي في المقاطعة. وبعد الترحيب الحار بضيوف المقاطعة بقيادة الوالي المتمرس والمثقف الشهير، وكافة أعضاء موكبه الموقرين من سلطات أمنية وإدارية ورؤساء مصالح فنية، لا يسعنا إلا أن نتقدم إليكم بورقة تعريفة عن هذا المنبر التفاعلي الحي بين مثقفي المقاطعة المعروف باسم (صالون الطينطان اليوم). 
ولدت فكرة إنشاء صالون الطينطان إثر مبادرة صادقة من مجموعة أطر ومثقفين وشباب من أبناء المقاطعة وبعض محبيها، تحركنا جميعا لتلبية نداء الواجب من أجل إحداث تغيير إيجابي عميق في حياة المقاطعة على أكثر من صعيد  (السياسي، الثقافي، الاجتماعي، التعلميي، الصحي والتنموي بصورة عامة) .
  ويتنزل السياق العام لهذه المبادرة في أن نداء الضمير يحثنا جميعا إلى الايتعداد لأداء دورنا التنويري، في عالم يظله عصر عولمة جارف يبسط فيه الخبر سدول الصوت والصورة بسطوة رهيبة، مما يفرض علينا التسلح بوسائل مكافئة، ترصدا لوقع إعلامي سريع تتناسل وسائطه المتدفقة، إذ اضحت أشد بأسا من جحافل الجيوش المدججة بأحدث وسائل الفتك والتدمير . 
انطلاقا مما سبق اصبح من اللازم التحرك سريعا لحجز مكاننا المناسب في رحاب هذا الفضاء الافتراضي المأهول بآلاف المجموعات الواتسابية والفيسبوكية الرائدة، من أجل بلورة وعي جديد يجسر الهوة بين مختلف أبناء المقاطعة، حتى تنصهر الآراء وتتفجر الطاقات الكامنة لأبناء الطينطان، لأجل تأسيس نهضة عصرية تعيد للمقاطعة ألقها الأصيل وتحتل مكانها المحوري المعهود. 
بناء على ذلك قررنا فتح هذا الصالون، الذي هو عبارة عن برلمان جماهري موسع تمكن ندواته الافتراضية، من تعميق النقاشات في عموم الهموم اليومية للساكنة، ثم تحليل تأثيراتها الاستراتيجية، عن طرق استقطاب آراء جميع الطيف السياسي والفكري إلى كلمة سواء بيننا.
ومن أجل استجلاء بعض جوانب اهتمامات الصالون - وانتم في مهمة زيارة اهتمام واطلاع على هموم المقاطعة - فإن كافة أعضاء الصالون يستبشرون بكم خيرا وهو ما حصل فعلا بعد استقبالكم بتباشير الغيث التي سبقتكم، فإننا نلتمس منكم الاطلاع على بعض مخرجات هذا الصالون عن بعض خلاصات تقاريره التي لا شك تندرج في سياق مهمهتكم الحالية، بوصفها تتنزل في صلب اهتمامات فخامة رئيس الجمهورية المتمثل في نبذ المسلكيات الضارة والقيم والسلبية للمجتمع والدولة.
فعلى مدار أربعة أسابيع ناقشت نخبة من المتواجدين على منصة _#صالون-الطينطان اليوم_، *إشكالية تغيير الطبقة السياسية في موريتانيا (الطينطان نموذجا)*، بعد فرز الموضوع من خلال عصف ذهني تمهيدي، قادتنا النقاشات حوله إلى التعرض لمواضيع لها ارتباط شديد بهذه الإشكالية مثل موضوعي *_(الـوعي ومشكلة القَبِليـة) *كعقبتين فعليتين في وجه تجديد الأسلوب التعاطي السياسي. وقد تم تناول ذلك في ورقتين مدمجتين بعنوان *''الوعي الثقافي والسياسي والقبِيلة والدولة"* لتتشعب بعد ذلك النقاشات إلى إشكالات العنصرية والشرائحية  والقبَليَّة.... ثم الدولة الوطنية . 
وقد أبدى جميع المتدخلين تقديرهم للقيمة المنهجية و المضمونية للورقتين نظرا لما اشتملتا عليه من معلومات وافرة  وتوصيف دقيق للظواهر مع استشراف رصين لآفاق والتطورات المحتملة.
 بعد استعرض المتدخلين - كل فيما يعنيه- نظرته الشخصية في معاينة ومعالجة هذه القضايا أطلت+تسريبات الخريطة السياسية الأخيرة+ كزوبعة عاصفة فرضت نفسها على  الصالون، من منطلق أنها حديث الساعة وقد نالت نصيبا وافرا من الاهتمام والتنقيح. 
ويمكننا إجمال أهم الخلاصات-حتى الآن- فيما يلي:
*1-الوعي :*
 أجمعت نخبة الصالون على أن الوسيلة الأفضل لتحرير العقليات هو ما يدب من وعي جديد لدى قادة رأينا ونخبتنا المتواجدة في هذا الصالون وتحت ضوء حواراته سينبلج صبح مضيئ في مقاطعتنا الحبيبة إن شاء الله تعالى، تكون به نموذجا وطنيا يحتذى به في تطوير العقليات وتفجير الطاقات.
*2- القبيلة*
  استعرضت نخبة الصالون-عبر مداخلات مكثفة لعدد كبير من أهل الرأي- تاريخ  ظاهرة القبيلة و رواسبها  وأنماطها وتحولاتها في مختلف الأمم و الشعوب. 
سجل المشاركون نخبوية طافحة بمداخلاتهم عموديا حيث وصل عدد الصوتيات ما يناهز 372 صوتية و112 اشعار ، رغم ضعف نسبة التعاطي الأفقي والعددي لأعضاء الصالون .

*توصية*
اعتمادا على مجمل المداخلات والآراء الواردة، تقدم إدارة الصالون هذه الوثيقة  إلى الرأي العام المقاطعي، وخاصة الفاعلين السياسيين والأحزاب، عسى أن تؤسس لمرحلة جديدة تمكننا في المستقبل القريب، من القضاء على حالة الركود السياسي، عبر التمكين للنخب الصاعدة والشابة في الحضور القوي نحو تجديد الطبقة السياسية من مختلف المواقع والأحزاب والتوجهات، للانتقال الهادئ إلى تغيير سلس لأسلوب التعاطي السياسي. موضوع نقاشنا المقترح هذا الأسبوع:
*تجديدُ الطبقةِ السياسيةِ صِدَامُ أم تَكَامُلُ أجْيَال؟*
في الختام تقبلو منا أسمى آيات التقدير والاحترام
     الطينطان بتاريخ 17 يونيو 2022

جمعة, 17/06/2022 - 17:58