تقرير: المرأة الموريتانية.. بين ماضي التهميش وحاضر الريادة (صور + فيديو)

بعد عقود من العيش تحت رحمة ما يجود به الرجال من أموالهم، وما يسمحون به من المشاركة في المشهد العام، تبوأت المرأة الموريتانية المكانة التي تليق بها كشريك للرجل في معركة بناء الأسرة والمجتمع والدولة.

لقد تطورت مشاركة المرأة لتشمل مختلف مجالات الحياة، من دراسة ووظائف وتجارة وسياسة وفنون، فنافست الرجل الذي رفع الراية البيضاء مستسلما ومطأطأ رأسه أمام واقع جديد لم يألفه من قبل.

تبوأت المرأة الموريتانية اليوم أعلى المناصب الحكومية والدبلوماسية، وحازت قصب السبق عربيا في الترشح للانتخابات الرئاسية، وقيادة البعثات الدبلوماسية، والتمثيل في التجمعات الاقليمية، فضلا عن المناصب الانتخابية الهامة وقيادة الطائرات، والانخراط في الأسلاك العسكرية والأمنية.

وفي تصريح خاص لوكالة الوئام الوطني للأنباء، أكدت الناشطة المجتمعية الأستاذة لخويره منت الضف، أن المرأة، وبرغم كونها تشكل نصف المجتمع، ظلت غائبة ومغيبة عن لعب دورها، "لكنها اليوم تلعب ذلك الدور بكفاءة عالية وبثقة في النفس وبتضحية كبيرة".

وأوضحت أن المرأة كانت تجد في السابق سندا في من يحيط بها من الرجال، أما اليوم فالكل منشغلا بالتزاماته الملحة، وهو ما فرض عليها النزول لميدان العمل لتحقيق اكتفائها الذاتي من متطلبات يومية تتسع فاتورتها يوما بعد يوم.

واوضحت لخويره أن المرأة الموريتانية باتت فاعلا لا غنى عنه على مسرح الحياة، وتبوأت مكانتها اللائقة في أعلى مناصب الدولة، وزيرة وسفيرة وبرلمانية وسيدة أعمال وقيادية سياسية وفاعلة في المجتمع المدني، وحتى ملاحة طائرة، مشيرة الى كل ذلك لم يمنعها من القيام في دورها تجاه زوجها وأبنائها ومحيطها الاجتماعي.

ونبهت لخويره إلى أن بعض الرجال يتروكون زوجاتهم وأبنائهم بدون معيل، وهو ما فرض على المرأة أن تعمل لتضمن حياة كريمة لنفسها وأبنائها، وأن تستثمر وقتها في تربيتهم وتعليمهم، وهو ما تقوم به الكثير النساء دون انتظار لأب لا يلتفت إلى فلذات أكباده.

وقالت إن تضحيات المرأة الموريتانية جعلتها في المقدمة دائما، مؤكدة أنها تفرض وجودها أينما وجدت بسبب قوة شخصيتها وعلو همتها ونبل أهدافها.

وأرجعت لخويره منافسة المرأة للرجل في مختلف المجالات إلى أنها أصبحت متعلمة ومثقفة، منوهة بتفهم الآباء لضرورة تعلم بناتهن وسفرهن إلى الخارج بغرض التحصيل العلمي.

وأوضحت أن الرجال تخلصوا من فوبيا البنات التي ظلت ترافقهم على مر التاريخ، والتي كان السبب وراءها عدم إنتاجية المرأة وضعفها وبقاءها في البيت، مؤكدة أن تلك النظرة تغيرت اليوم بعد أن أصبحت المرأة فاعلا رئيسيا في مختلف مناحي الحياة، وباتت في صدارة المتفوقين في المدارس والجامعات، ومخلصة في عملها، وناجحة في تسييرها.

وقالت إن المرأة الموريتانية لم تعد ترضى بأن تظل عالة على المجتمع، مشيرة إلى المتعلمات وجدن فرصهن في التوظيف وريادة الأعمال، وأن غير المتعلمات ولجن سوق العمل بكل جدارة وأصبحن يعتمدن على كسبهن الحلال، وأن المرأة باتت سندا قويا لوالدتها وإخوتها وزوجها وأبنائها، ورقما صعبا في معادلة بناء الوطن. 

 

تقرير/ جمال أباه

 

 

أحد, 11/04/2021 - 21:08