كلمة فى حق المفكر الراحل أحمد الوافي/ المحام السالك ولد اباه

اذا ذكر التيار القومي العربي في موريتانيا فلا شك أن الذهن سينصرف أول ما ينصرف إلى احمد الوافي..المناضل الجسور والسياسي الشجاع والمثقف البارع..
تعرفت على الفقيد منذ منتصف الستينيات ،أيام كان من قادة الحركة الشبابية عندما كان طالبا في القاهرة التي وصلها عام ١٩٦٤ ضمن أول بعثة طلابية إلى أرض الكنانة في أوج الحقبة الناصرية المجيدة ..
كان احمد الوافي قبل ان يغادر للدراسة الى القاهرة زعيما معروفا من زعامات الحركة الشبابية، وكان من الطليعة التي أسست أول تنظيم قومي في موريتانيا في بداية الستينيات، وفي الصف الأول من المجموعة التي استقبلت مبعوث الرئيس جمال عبد الناصر إلى موريتانيا الوزير نبوي المهندس..
في القاهرة لم يكن احمد مجرد طالب يدرس في قاعات الجامعة ،وإنما كان في الوقت نفسه مناضلا شجاعا ،ساهم في العمل الكفاحي مع الحركة الوطنية الفلسطينية ،وتعرض للقمع والاعتقال عندما قامت الردة ضد ثورة ٢٣ يوليو في حقبة الرئيس انور السادات..
وبعد عودته إلى موريتانيا اثر تخرجه من الرباط كان دوره حاسما في النضالات السياسية من أجل التعريب والدفاع عن الهوية القومية والحضارية للبلاد ،كما كانت اسهاماته فاعلة في بناء الاقتصاد الوطني وتأمين الدعم العربي لمشاريع الصناعة الوطنية وجلب الاستثمار العربي الواسع لمشاريع البنية التحتية في موريتانيا. 
ومع أن احمد الوافي رحمه الله كان من أبرز قادة حركة التغيير العسكري في ١٠ يوليو ١٩٧٨ الا انه لم يقبل اي ممثل سياسي قيادي ،وظل متشبثا بشخصيته الثقافية ودوره الفعال في حركة المجتمع المدني والعمل الفكري من خلال إشرافه على منتدى الفكر والحوار ومشاركاته المنتظمة في الأنشطة الثقافية وطنيا وعربيا .
رحم الله الأخ العزيز والصديق الوفي احمد الوافي .

تلك مشاعر أولية دونتها من ذاكرة ضعيفة  وهى تحت صدمة فراق أخ وصديق وفى عز مثيله اخوكم   السالك ولد اباه المحامى

أحد, 17/01/2021 - 01:15