سنة 2020: نجاح قطاعات حكومية وفشل أخرى ـ(تقرير خاص لوكالة الوئام الوطني للأنباء)

الوئام الوطني - كانت السنة 2020 المنقضية، قد شهدت جائحة غير مسبوقة أثرت سلبا على اقتصادات دول العالم ونشاطات الحكومات وأداء القطاعات العمومية والخصوصية. ولم تكن موريتانيا بمنأى عن تأثيرات وباء كورونا، إلا أن بعض قطاعاتها الحكومية قدمت جهودا مضاعفة لإنجاح جل خططها، فيما فشلت قطاعات أخرى في تقديم حصيلة مقنعة.

وكالة الوئام الوطني للأنباء تستطلع، في هذا التقرير، لائحة القطاعات الناجحة وتلك الفاشلة مع التماس العذر للجميع بفعل السنة المنصرمة التي كانت وبالا على الأنشطة التنموية حتى في الدول الصناعية المتقدمة.

 

*القطاعات الناجحة

أ-وزارة الدفاع

لم تغب وزارة الدفاع الموريتاني عن المشهد الإعلامي خلال السنة المنصرمة، فدشنت العديد من المشاريع الخاصة بالمؤسسة العسكرية، وخرجت دفعات عديدة، وأجرت لقاءات دولية مهمة، كما تعاملت مع الرأي العام بشفافية كبيرة إذ أطلعته، في بياناتها، على كل الأمور التي من حقه الاطلاع على تفاصيلها.

وهكذا شارك وزير الدفاع الوطني، الجنرال حننه ولد سيدى، عبر تقنية "الفيديو- كونفيراس" في أعمال الاجتماع الثالث عشر لمبادرة 5+5 التي ستتولى موريتانيا رئاستها الدورية سنة 2021 الحالية. ويهدف هذا اللقاء الذى جمع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في منتدى 5+5 إلى مناقشة خطة العمل المشتركة لسنة 2021 التي ستشرف موريتانيا على تنفيذها والمصادقة عليها.

كما تباحث وزير الدفاع الموريتاني وقائد أركان الجيوش الموريتانية مع قائد الأركان العامة للجيوش السنغالية الجنرال بيرام جوب. وأجرى مباحثات مع المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، الجنرال عبد الفتاح الوراق، تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون بين موريتانيا والمغرب في المجالات العسكرية والأمنية.

من جهة أخرى، عُلم أن موريتانيا ستتشرف هذا العام بالتوقيع على برنامج الإطار الوطني الثالث للتعاون مع وكالة الطاقة الذرية في الفترة 2020-2024. وقال وزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي، إن بلاده "رسمت خطة وطنية محكمة لدعم الأمن النووي وبلورة استيراتيجية وطنية للكشف عن المصادر والمواد المشعة الأخرى التي يمكن استخدامها في أعمال ضارة".

جاء ذلك في كلمة له أمام الاجتماع العام رفيع المستوى للترقية والاحتفال باليوم العالمي لنزع الأسلحة النووية، المنظم ضمن جدول أعمال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد أشرف وزير الدفاع الوطني على حفل تخرج دفعة المقدم البحري با باتي دمبا من ضباط البحرية الوطنية والبحرية التجارية المكونين بالأكاديمية البحرية.

وأكد معالي وزير الدفاع الوطني في كلمته أن تخريج الدفعة يأتي طبقا للسياسة العامة للحكومة الرامية إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة، أساسها التعليم والتكوين لتخريج رأس المال البشري المؤهل وفق ضوابط علمية وعسكرية رصينة.
وقد أطلقت المدرسة الوطنية للأركان تنفيذ برنامجها التكويني عن طريق تقنية التعليم عن بعد، تماشيا مع الإجراءات الاحترازية المتخذة مؤخرا ضد تفشي فيروس كورونا المستجد، وسوف تمكن هذه التقنية الجديدة الطاقم التربوي  والمدرسين من التواصل مع كافة المتدربين حسب سير الحصص المقررة في البرنامج الأسبوعي للدورة.

وقد تمكنت المدرسة من اقتناء كافة التجهيزات الضرورية هذه السنة بعد الموجة الأولى من الجائحة، لتمكينها من مواصلة التكوين دون انقطاع.

كما أشرف وزير الدفاع الوطني السيد حننه ولد سيدي، رفقة قائد الأركان العامة للجيوش الفريق محمد بمبه ولد مكت، بمقر المدرسة العليا متعددة التقنيات في نواكشوط، على تدشين مختبرات المعهد التحضيري للمدارس الكبرى للمهندسين ومختبرات جديدة وعدد من المرافق الخدمية بالمدرسة.

واطلع الوزير بعد ذلك على جهاز تنفس اصطناعي محلي الصنع، تم إعداد جميع مراحله من طرف إحدى طالبات الهندسة الكهربائية، بتأطير مباشر من بعض أساتذتها في المدرسة.

وبمناسبة ذكرى تأسيس القوات المسلحة، أشرف الفريق محمد بمبه مكت قائد الأركان العامة للجيوش على تدشين توسعة جديدة لمؤسسة تصنيع الملابس. وتتكون هذه التوسعة من مستودع لتخزين المنتجات وورشة لتطريز الملابس وأخرى لتصنيع البدلات العسكرية والمدنية وبدلات الاستعراض إضافة إلى دار للضيافة وقاعات للاستراحة. وتوفر هذه المؤسسة أزيد من 400 فرصة عمل دائمة معظمها للنساء العسكريات إضافة إلى بعض المدنيين.

وفي إطار التعامل الشفاف مع الرأي العام الوطني، وعلى إثر التحقيق الأولي الذي أُجْرِيَ بعد تعرض دورية عسكرية لإطلاق نار، أعلنت المؤسسة العسكرية أن الدورية اقتربت من موقع دفاعي لقوة مغربية، حيث اعتبرتها هدفا معاديا وتم التعامل معها. وقد تصرف أفراد الدورية بالرد على مصدر النيران وفقا لما تمليه قواعد الإشتباك،  قبل أن يتم التعارف ويُفَضَّ الاشتباك.

ومجمل القول ان وزارة الدفاع كانت في مصاف القطاعات التي نجحت في القيام بأنشطتها رغم الظروف الصعبة الناتجة عن انتشار وباء كورونا.

 

 

ب-وزارة الداخلية

لا شك أن وزارة الداخلية رابطت، ليل نهار، في اجتماعات ماراتونية لإغلاق الطرق وفتحها حسب حالة الوباء وبالتشاور مع الجهات المختصة. كما أنها كانت صارمة في التعامل مع الجانب الأمني في أوقات حظر التجول. وكانت نجاحاتها الكبيرة في تسيير المرحلة سببا في منح منظمة "شكرا" شهادة تقديرية للوزير محمد سالم ولد مرزوك انطلاقا من جاهزية قطاعه لمواجهة الجائحة، والإجراءات والقرارات المرافقة للأزمة الصحية.

ولم تتخل وزارة الداخلية عن أدوارها الموازية، فقد ترأس الوزير محمد سالم ولد مرزوك، عبر تقنية "الفيديو- كونفرانس"، مؤتمرا للتشاور بين موريتانيا والسنغال ومالي وغامبيا حول محاربة الهجرة السرية والاتجار بالبشر بهدف تدارس حجم التحديات التي تواجهها الدول المشاركة في هذا اللقاء والواقعة على الطريق الرابط بين غرب إفريقيا والأطلسي، من خلال تأثرها بفعل ظاهرة الهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر والإمكانات المتاحة لوضع آلية لمواجهة التحدي الذي تفرضه ظاهرة تدفق المهاجرين بشكل مشترك عبر تفعيل آليات الرقابة والتعاون الأمني بهذا الخصوص.

كما أعطى وزير الداخلية واللامركزية بمدينة روصو اشارة انطلاق برنامج جمع النفايات المنزلية ضمن البرنامج الاستعجالي (أولوياتي).

ويصل الغلاف المالي لهذا البرنامج مليارا ونصف المليار أوقية قديمة، ويشمل 33 بلدية على المستوى الوطني يصل اجمالي عدد سكانها حوالي 700 ألف نسمة.

وأدى وزير الداخلية واللامركزية الدكتور محمد سالم ولد مرزوگ رفقة وزير الداخلية الإسباني السيد فيرناندو غراندي مار لاسكا جوميز ومفوضة الشؤون الداخلية بلجنة الاتحاد الأوروبي السيدة إيل فا جو هانسون زيارة لمقر الفرقة المختلطة بين الشرطة الموريتانية وخفر السواحل الإسباني بمدينة نواذيبو.

وتحت وصاية وزارة الداخلية، قدمت جهة نواكشوط بعض المعدات والأدوات الطبية لصالح المركز الوطني للأنكولوجيا ومستشفى الشيخ زايد في العاصمة.

وتهدف هذه المساعدة التي تتكون من مواد غذائية ومعدات طبية، إلى تعزيز قدرات المؤسسات الاستشفائية الوطنية وتحسين أدائها في مواجهة انتشار الموجة الثانية من جائحة كورنا.

ومن الملاحظ أن الرأي العام بدا مرتاحا لكل إجراءات ونشاطات وزارة الداخلية الموريتانية في السنة الماضية رغم الظروف الصعبة.

 

 ج-وزارة الخارجية

رغم جائحة كورونا، ظلت وزارة الخارجة الموريتانية حاضرة في المشهد خاصة الدولي منه، فقد دعت الأشقاء الليبيين إلى تغليب المصلحة الوطنية، كما أشادت بالدور الكبير الذي تلعبه المملكة المغربية الشقيقة في إنجاح الحوار بين الليبيين.

كما تابعت الحكومة الموريتانية، باهتمام كبير، وعبر وزارة الخارجية، مفاوضات السلام التي توجت بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق بين دولة السودان والحركات المسلحة،  يتم بمقتضاه إنهاء العمل المسلح في هذا البلد الشقيق. 

وعندما علم عن طريق السفارة في بكين بأن هناك طائرة أرسلتها السلطات الجزائرية لإجلاء مواطنيها، أجرى وزير الشؤون الخارجية السيد إسماعيل ولد الشيخ احمد اتصالا هاتفيا بوزير  الشؤون الخارجية الجزائري صبري بقدوم، تقرر إثر الاتصال المذكور ان تتكفل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة بإجلاء طلابنا المقيمين في إقليم خوبي بجمهورية الصين الشعبية والمهددين حينها بعدوى الفيروس.

وقد استمعت الجمعية الوطنية في جلسة علنية لردود وزير الشؤون الخارجية على السؤال الشفوي الموجه إليه من طرف النائب محمد بويا الشيخ المأمون ولد الشيخ محمد فاضل، والمتعلق بمدى نجاعة الدبلوماسية الموريتانية وقدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها.

وأوضح وزير الشؤون الخارجية أن الوزارة تمر بإصلاحات عميقة سواء من الناحية الهيكلية أو من ناحية الرؤية الإستراتيجية الشمولية للعمل الدبلوماسي بأشكاله وتطبيقاته المتغيرة على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.

وقال إن ذلك يأتي ترجمة للنظرة الاستشرافية للدبلوماسية الموريتانية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهي نظرة مستوحاة من النجاحات الحديثة ومن الرؤية الطموحة المنطلقة من إدراك عميق للنواقص وللعمل الكبير الذي يتعين القيام به.

وأشار إلى أن موريتانيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تنتمي إلى سلسلة من المجموعات الجيو- إستراتيجية، الضرورية للسلام والاستقرار والتبادل الاقتصادي مع دول العالم، مشيرا إلى أنه علاوة على عضويتها في المنظمات شبه الإقليمية مثل مجموعة الدول الخمس بالساحل والمغرب العربي ومنظمة استثمار نهر السنغال، والإقليمية كالاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وحوار خمس زائد خمس، والاتحاد من أجل المتوسط، فإنها تتمتع باتفاق شراكة إستراتيجية مع مجموعة دول غرب إفريقيا.

ونبه إلى أن موريتانيا ليست مجرد عضو في هذه الهيئات بل هي معترف بها اليوم بإجماع من كافة شركائنا كقائد ضمن هذه المجموعات.

وقال إن خطة عمل الوزارة تعمل على وضع جملة من الأهداف لترقية أداء المصادر البشرية منها إنشاء أكاديمية دبلوماسية، ووضع نظام لتقييم أداء طواقم الوزارة، وتوضيح مهام الدبلوماسيين، وإرساء نظام للتناوب قائم وفعال، وتنظيم مؤتمر سنوي للسفراء لإطلاعهم أكثر على سياسة البلد والدفاع عنها.

وأشار إلى أن هذه الخطة سيتم في إطارها كذلك توسيع خارطة التمثيل الدبلوماسي الذي يعتبر هدفا أساسيا، فبلادنا ممثلة في جميع القارات إما بشكل مباشر بواسطة سفير مقيم أو بشكل غير مباشر بواسطة سفير غير مقيم، وذلك عبر 44 بعثة دبلوماسية وقنصلية في الخارج.

وقد اهتمت وزارة الخارجية، خلال السنة المنصرمة، بمصير المواطنيْن المختفيين رشيد مصطفى وإسحاق ولد المختار، وأكد الوزير، حسب تحرياته، ان المعطيات المتوفرة تم إبلاغها لأسرتي المواطنيْن من قبل، وأنها، وإن لم تكن مدعاة للتفاؤل، غير مؤكدة ولا قطعية.

 

 د-وزارة التجارة

وزارة التجارة والصناعة والسياحة قامت بكل ما من شأنه جعلها تلعب دورها في جو صعب طبعته جائحة كورونا، وقد أعدت لائحة بمجموعة من المواطنين الذين سيستفيدون من تكوين في مجال السياحة والفندقة. ووضعت أرقاما تمكن المواطنين المتظلمين من التواصل مع مصالح حماية المستهلك بكل ولاية للتبليغ عن أي مخالفات.

من جهة أخرى، أجرت وزيرة التجارة والصناعة والسياحة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس مباحثات بانواكشوط مع رؤساء اتحاد غرف التجارة والصناعة بمجموعة دول الساحل الخمس.

وأطلقت الوزارة ورشة تحسيسية حول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتسعى هذه الورشة إلى وضع تشخيص للتحديات وكذلك الفرص المتاحة لبلادنا، لضمان استفادة كبيرة من هذه الاتفاقية، التي ستدخل حيز التنفيذ فاتح يناير 2021.

كما نظمت الوزارة، من بين عشرات النشاطات الأخرى، ورشة تحسيسية حول تطبيق اتفاقية الملكية الفكرية.

 

 هـ- وزارة الصحة

معروف أن وزارة الصحة تلقت، خلال السنة الفارطة، سيلا من الانتقادات التي لم تراع الظروف ولم تتبع حزمة الإجراءات التي اتخذها الوزير نذيرو ولد حامد. فهذه الوزارة كانت في مصاف وزارات الصحة في أرقى دول العالم من حيث النشرات والمؤتمرات الصحفية ومتابعة المرضى والنجاح الباهر في إنقاذ الكثير من أصحاب الحالات الحرجة. كما لوحظ أن المختبر الوطني ظل، خلال السنة المنصرمة، قادرا على التجاوب مع مختلف الإجراءات التي تتطلبها الوضعية الصحية.

واستطاعت مصالح الصحة تشخيص الحالات المرضية بشكل عام دون أن يمنعها تفشي الفيروس من مواصلة مهمتها التقليدية. إضافة إلى أن مخزون البلاد من الأدوية بقي على مستوى الطلب بكل أشكاله، وهو نجاح يحسب للوزارة.

ومن جهة أخرى، نظمت وزارة الصحة عدة ورشات من بينها تكوين وتأطير القائمين على الإدارات الصحية في الداخل وتثقيفهم حول مواجهة التحديات التي تواجهها وزارة الصحة بجميع مصالحها للتوعية والتحسيس للحد من انتشار فيروس كورونا.
 

ر-وزارة الإسكان

لم تتخلف وزارة الإسكات والعمران والاستصلاح الترابي عن العملية التنموية بصفة عامة رغم الجائحة. وهكذا أشرفت الوزيرة خديجه بنت بوكه على اعداد مخططات عمرانية لجميع عواصم الولايات والمدن الكبرى في البلاد.

وقد عقدت الوزيرة في مدينة لعيون اجتماعا ضم إلى جانب السلطات الإدارية والأمنية أعضاء اللجنة الجهوية لإعادة تأهيل وتجديد مدينة الطينطان.

وأكدت الوزيرة خلال اللقاء أن الوزارة ستعمل على إيجاد الحلول المناسبة لجميع العراقيل التي تعترض مشروع إعادة تأهيل وتجديد مدينة الطينطان  وذلك للوصول إلى الأهداف المتوخاة منه.

كذلك تشرف وزارة الإسكان على مشروع إعداد مخطط عام لمدينة نواكشوط.

 

كما تواصل الفرق الفنية التابعة لوزارة الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي عملها في مدينة باسكنو، شرقي البلاد، من أجل إعداد مسح توبوغرافي شامل للمدينة، لتحديد الأماكن المنخفضة من المرتفعة، وتلك المعرضة للغمر بسبب مياه الأمطار، سعياً إلى وضع آلية لتوجيه مياه الفيضانات المحتملة حتى لا يتضرر السكان منها في المستقبل.

 

وتشرف الوزارة أيضا على إنشاء قرية للصناعة التقليدية بمدينة شنقيط تهدف إلى تمكين صناعنا التقليديين من عرض منتجاتهم طيلة العام. وكذا المخطط العمراني لمدينة سيلبابي.

ولم تخل الساحة الإعلامية، على مدى السنة الماضية، من ورشات ونشاطات وتدشينات لوزارة الإسكان رغم الجائحة التي قيدت عمل الكثير من القطاعات.

 

ز-وزارة البترول والمعادن

من جانبها، لم تتخلف وزارة البترول والمعادن والطاقة عن ركب القطاعات التي لم تتأثر كثيرا بظروف الجائحة فقدمت إسهامات كبيرة وطنية ودولية، فقد شارك الوزير عبد السلام ولد محمد صالح من مكتبه في نواكشوط عبر الفيديو كونفرانس في أشغال طاولة مستديرة حول مبادرة الطاقة من الصحراء. وتهدف موريتانيا من خلال هذه المشاركة إلى عرض حزمة مشاريع الطاقة المستقبلية لديها على الشركاء من أجل الحصول على دعمها وتمويلها .

وحسب بيان للوزارة، فان نقاشات الطاولة خصصت لمشاريع الطاقة في موريتانيا وجمعت ممثلي وزارة البترول والمعادن والطاقة والمانحين الدوليين كالبنك الإفريقي للتنمية والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية.

كما شارك الوزير في نواكشوط عبر تقنية الفيديو في أعمال منصة إفريقية للطاقة والتسويق والاستثمار، منظمة من طرف البنك الإفريقي للتنمية لمجموعة دول الخمس في الساحل. وتهدف هذه المنصة إلى تطوير إنتاج الطاقة الشمسية عن طريق استخدام نموذج ثلاثي يجمع حكومات الدول الأعضاء وتعزيز الشبكات الوطنية والجهوية في هذا المجال إضافة الى البحث عن حلول مالية في مجال الطاقة مما يمكن أن يزيد من إنتاج الطاقة الشمسية المتوفرة بشكل كبير في البلدان الإفريقية .

وتفقد الوزير الأشغال الجارية في مشروعي الربط الكهربائي بين نواذيبو ونواكشوط وبناء وتشغيل وصيانة محطة للطاقة الهوائية 100  ميغاوات في بولنوار.

وتوقف الوزير على الطريق الرابط بين مدينة نواذيبو بولنوار حيث عاين مكونات المشروع المختلفة وتلقى من المسؤولين القائمين عليه توضيحات عن المراحل التي قطعها ومدى تقدم الأشغال على محور نواكشوط الشامي والشامي بولنوار وبولنوار نواذيبو.

كما عاين الوزير محطة تحويل الطاقة الموجودة عند الكيلو 55 حيث تجول داخل مختلف مكوناتها والتي ستتولى استقبال الطاقة الهوائية وتحويلها إلى كهرباء ليتم تحويلها لاحقا إلى نواكشوط ونواذيبو قبل أن يعاين المزرعة الهوائية ببلدة بولنوار ومحطة التحويل والمباني التي تأوي ألواح 33 كيلو فولت وجهاز التحكم.

وبالرجوع إلى النشاطات المتعلقة بالوزارة، كما نقلها الإعلام الرسمي والحر، نجد أنها تمكنت من تحقيق مجمل أهدافها خلال السنة الماضية رغم كل العراقيل التي أحدثها كوفيد 19.

 

إشادات مهمة

لقد أجمع المتتبعون أن بعض قطاعات الدولة ظل نشاطها متواصلا بحيث لم تمنعها الجائحة وقلة الموارد وصعوبة التواصل من تحقيق نتائج إيجابية ملموسة. على رأس هذه القطاعات التي أشاد بها الرأي العام نجد ديوان رئيس الجمهورية،  ومندوبية تآزر، واللجنة الوطنية لحقوق الانسان، والوكالة الموريتانية للأنباء، وميناء نواكشوط المستقل المعروف باسم ميناء الصداقة، وسوميلك،  وقناة الموريتانية وشركة معادن موريتانيا، والشركة الموريتانية لتسويق منتجات الأسماك SMCP، وميناء خليج الراحة EPBR.

 

 

*القطاعات الفاشلة

لم تكن السنة 2020 وردية بالنسبة لكل القطاعات الحكومية، فبعض هذه القطاعات عرف انتكاسات كبيرة لوحظت على مستوى النتائج والحصيلة وغياب النشاطات المفيدة. على رأس هذه اللائحة نجد:

 

أ-وزارة التنمية الريفية

رغم بعض الإحصاءات المتعلقة بتدشين السدود والأسفار المكوكية، فشلت وزارة التنمية الريفية في إنقاذ الحملة الزراعية الماضية، وفشلت في إنقاذ المراعي من الحرائق، وفشلت في التصدي لجائحة الفئران والديدان التي اجتاحت مزارع الأرز في ولاية الترارزه، كما فشلت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب والخضروات كما تعهد به الوزير الحالي. ناهيكم عن فشل الوزارة في حل مشكل حملة الشهادات بمزرعة امبوريه، والفشل في وضع سياسة زراعية قادرة على إيقاف نزيف الهجرة من الأرياف إلى المدن، كما فشلت في شراء المعدات والجرارات والحاصدات الكافية لضمان مردودية القطاع، بالإضافة إلى فشلها في إبعاد لوبيات الفساد التي تم تجريب لا جدوائيتها منذ عقود.

 

 ب-وزارة الصيد والاقتصاد البحري

يتحدث الكثير من خبراء قطاع الصيد عن فوضوية في تسيير القطاع وعن عمليات متواصلة من التهرب الضريبي، وعن السماح لمصانع أجنبية بتشغيل أجانب في وظائف يمكن للموريتانيين القيام بها. بالإضافة إلى الرواتب الهزيلة التي يتلقاها الموريتانيون عكسا للأجانب وغياب العقود والضمانات الاجتماعية والصحية بالنسبة للعمالة الموريتانية. تنضاف إلى ذلك مشكلة مطاحن موكا التي تضرر منها الكثيرون.

 ج-التعليم بشقيه

لم تستطع وزارتا التعليم إعداد إصلاح حقيقي ينهي عقودا من فساد القطاع وضعف مستويات الخريجين. كما لم تنجح الوزارة في حل مشكل مقدمي خدمات التعليم الذين أصبحت تظاهراتهم شبه يومية.

ولم تستطع أغلب كليات جامعة نواكشوط تقديم أي محاضرة عن بعد وعبر فيديو كونفيرانس رغم أنها أمثل تقنية اتبعتها جامعات العالم لتعليم روادها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اثنين, 04/01/2021 - 11:41