عمدة التاگلالت للوئام: قمنا بالتحسيس ضد كورونا.. وأطر بلديتنا يعانون التهميش

أكد ديدي ولد اكاه، عمدة بلدية التاگيلالت بولاية اترارزه، أن بلديته قامت باتخاذ كافة الاجراءات التحسيسية ضد انتشار جائحة كورونا بمجرد أن أعطت الدولة الأوامر بالقيام بالتحسيس حول خطر الجائحة.

وقال ولد اكاه، في مقابلة مع وكالة الوئام الوطني للأنباء، إن أطر بلديته يعانون تهميشا كبيرا، وأضاف "نقوم بإبلاغ الجهات المعنية بامتعاض الساكنة من ذلك كلما أتيحت لنا الفرصة"، بحسب تعبيره. 

 

نص المقابلة/

 

وكالة الوئام: 

كيف تتصدون، كسلطة محلية، لانتشار الموجة الثانية من جائحة كورونا؟ 

 

العمدة ديدي ولد اكاه:

أولا أشكر وكالة الوئام الوطني للأنباء على إتاحة الفرصة.

عندما أعطت الدولة الأوامر بالقيام بالتحسيس حول خطر جائحة كورونا، قمنا في البلدية باتخاذ كافة الاجراءات التحسيسية من خلال التحسيس بالسيارات، وكذلك بقيام بعض الشباب بالحديث إلى الساكنة حول خطر الفيروس وسبل الوقاية منه.

كما أن أئمة وخطباء المساجد، وكذا المثقفين من أبناء البلدية انخرطوا في عملية التحسيس التي رعتها وأطرتها البلدية.

كان ذلك خلال الموجة الأولى لكورونا، والتي لم نطمئن لنهايتها، حيث واصلنا التحسيس بخطورة المرض وإمكانية عودته لاحقا.

وبالفعل جاءت الموجة الثانية ونحن على أهبة الاستعداد لمواجهته من خلال عمليات التحسيس التي ظلت متواصلة منذ بداية تفشي الوباء وحتى اليوم.

وبالتوازي مع الحملات التحسيسية، قامت البلدية، بالتعاون مع جماعة محلية من الأطر، بفتح متجر خاص ببيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة، نظرا لتأثير الجائحة السلبي على فرص التشغيل، وذلك لتمكين الفقراء ومن انضموا لقوافل العاطلين عن العمل من الحصول على قوتهم اليومي بأسعار تناسبهم في هذا الظرف الصحي الخاص.

البلدية قامت أيضا بعملية توزيع مجانية لمواد غذائية وطبية على المحتاجين، كما قمنا بتوفير حنفيات مع ما يتطلبه الظرف الصحي من توفير مواد للتعقيم، وذلك لتمكين المواطنين من الحصول ما يؤمن لهم نظافة اليدين كلما كان ذلك ضروريا، فضلا عن توفير كميات معتبرة من الكمامات، وكذلك المتابعة الكاملة لتطبيق حظر التجول الليلي.

وفي إطار محاربتنا لانتشار فيروس كورونا طالبنا بعض العلماء والأطباء من أبناء البلدية بتسجيل رسائل صوتية تساهم في التحسيس بخطورة الوباء وسرعة انتشاره، وقد تولينا نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل أكبر كم من المستهدفين. 

وعلى العموم كانت إجراءاتنا ناجحة وآتت أكلها.  

  

وكالة الوئام/ 

بعض أبناء بلديتكم تقلدوا في السابق مناصب سامية في الدولة، فهل لغيابهم اليوم عن مراكز القرار علاقة بغياب شبابكم عن المشهد السياسي؟ 

 

العمدة ديدي ولد اكاه:

فعلا، التاگلالت قرية رائدة ومتميزة، وأبناؤها من أوائل بناة الوطن منذ فجر الاستقلال، وكان منهم أول دبلوماسي وأول إداري في موريتانيا، وهي من أكثر قرى البلد كوادرا وأطرا، ويمكن القول إنها هي تونس موريتانيا، ومع ذلك فهناك تهميش كبير لأطر القرية، ونحن نقوم بإبلاغ الجهات المعنية بامتعاض الساكنة من ذلك كلما أتيحت لنا الفرصة. 

لقد خلف التهميش المتعمد لكفاءات القرية إلى هجرة العديد من أطرها إلى الخارج، واستفادة الغير من مؤهلاتهم بسبب تجاهلهم داخل وطنهم، الذي هو أحق بهم من غيره. 

إن ساكنة التاگلالت تتمسك بخيار الوطن، وهي ليست في عجلة من أمرها حتى يأتي دور أطرها ومثقفيها للعودة إلى استكمال صرح وطن كانوا فاعلين في وضع حجره الاساس ورفع أساسه. 

أنا شخصيا لدي تخصص نادر في موريتانيا، وهو عبارة عن خبرة 12 سنة في "حفر الأعماق في المعادن"، ولدي فيه من التكوينات ما لم يتح لغيري في بلادي، وأضع خبرتي وتجربتي ووقتي رهن إشارة الدولة. 

ومن هذا المنبر نلفت انتباه قيادة الدولة الموريتانية، وفقها الله، إلى أن كفاءات التاگلالت تحت تصرفها وعليها ألا تضيع فرصة الاستفادة منهم. 

نحن نواكب المشهد السياسي في البلد، فأنا على سبيل المثال عضو في مكتب رابطة العمد الموريتانيين، والتاگلالت هي تمثل مقاطعة المذرذرة في المكتب المذكور، كما أنني عضو في المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، ونحن نواكب المشهد السياسي وكلنا أمل في حصد نتيجة ذلك في القريب العاجل، وهنا نلفت قيادة البلد إلى أننا نتطلع لإنصافنا من التهميش، ولاستفادة البلد من أطرنا الأكفاء. 

 وكالة الوئام: 

ما الدور الذي تلعبه المرأة في تنمية بلدية التاگلالت؟

 

العمدة ديدي ولد اكاه:

أود أولا أن ألفت الانتباه إلى أن المرأة الموريتانية بشكل عام مثقفة وطموحة ومستعدة للبناء.

وعلى مستوى التاگلالت هناك العديد من التعاونيات النسوية التي تقوم علىالخبرة والتمويل الذاتي، ومع ذلك تحاول البلدية مواكبة ذلك الجهد النسوي من خلال الدعم والتكوين والتشجيع. 

وهناك جمعيات نسوية خيرية تقوم بتوزيع ما تسير من مساعدات نقدية وعينية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ولديها محظرة لتكوين النشء على مبادئ العلم الصحيح والأخلاق الفاضلة، وذلك بأسعار رمزية تناسب قدرة الجميع وتضمن أدنى حد لمواصلة العمل الضروري لتربية الأبناء تربية سليمة. 

لدينا في التاگلالت نهضة علمية كبيرة تعتبر المرأة رائدة فيها، بل وعمودها الفقري، فلديهن عناوين مجموعة من العلماء يقمن بالربط بينهم وطلبة العلم وساكنة البلدية للرد على كافة الاشكالات العلمية. 

المرأة في التاگلالت لم تتقاعس يوما عن أداء رسالتها النبيلة في تربية النشء وخدمة المجتمع، فهي شريك رئيسي في النظافة والتأطير والتعليم والتكوين، وأنا أحييها من هذا المنبر، وأدعو نظيراتها في القرى المجاورة إلى الاستفادة من تجربها الغنية والرائدة. 

 

حوار/ جمال أباه

 

اثنين, 28/12/2020 - 07:23