خاص : سياحة في جنان خطاب الرئيس بمناسبة الذكرى ال "60" للاستقلال الوطني

 

وكالة الوئام الوطني:  ستون عاما مضت على جلاء المستعمر واستعادة شعبنا حريته وسيادته على أرضه": هكذا استهل رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خطابه الذي لم يكن محل إعجاب من حيث الشكل فحسب، وإنما دوّت مضامينه في كل أرجاء البلاد استحسانا وفرحا بما جاء فيه من لفتات كريمة طالما انتظرها الفقراء والمعدمون تحت ظل الأنظمة العاقّة.

لقد أبى رئيس الجمهورية أن يعلن عن اللفتات الكريمة في خطابه قبل أن يوضح، من وجهة نظر عميقة، أسمى معاني الاحتفال بذكرى الاستقلال، معتبرا أن "احتفاء الدول والشعوب بأيامها المجيدة، ولحظاتها التاريخية الفارقة، هو، في الأساس، تعبير عن العرفان بالجميل لصانعي تلك الأيام، واستحضار لمعاني تضحياتهم، ترسيخا للإحساس بالمسؤولية اتجاه الوطن". ليصل في دروسه الشيقة إلى أن "أقوى العوامل الفاعلة في تحصين الوحدة الوطنية، وتقوية اللحمة الاجتماعية، وترسيخ روح المواطنة، هو تحقيق العدالة الاجتماعية، "لذا جعلنا من محاربة الفقر ومختلف أشكال الهشاشة والغبن والتهميش، هدفا مركزيا لكل سياساتنا العمومية. فعملنا على إرساء منظومة حماية اجتماعية شاملة، تحقق اندماج الفئات الهشة والفقيرة في الدورة التنموية، وتؤمن لهم النفاذ إلى الخدمات الأساسية، عملا على تحويل مناطق الفقر والهشاشة إلى مناطق تنمية نشطة".

وأخيرا، نزل الرئيس إلى صلب اهتمامات الجماهير، فأعلن عن عشرية هي أبعد ما يكون عن العشريات السابقة التي مرت علينا وبالاً وخبالاً وقحطاً. فبما أن "للعهد معنى عنده"، وبما أنه يعرف كم يحتاج المواطن المسكين إلى الاستفادة من ثروات بلاده، وبما أنه يعرف أن الموريتانيين يستحقون أكثر من مجرد التعهدات التي تسطّر في الخطابات وتلملم مع أرشيفات الرئاسة قبل رميها في مزبلة النسيان، أفصح ولد الغزواني عن عشرية، لا كالعشريات، تمثلت في:

-        زيادة المعاش بنسبة مائة في المائة لجميع المتقاعدين،

-         مضاعفة معاش أرامل المتقاعدين واستفادتهن من التأمين الصحي،

-        صرف معاشات التقاعد شهريا،

-        تعميم علاوة الطبشور لتشمل كل مديري المدارس الأساسية والمؤسسات الثانوية، وصرفها على مدى اثني عشر شهرا بدلا من تسعة أشهر فقط،

-        مضاعفة علاوة البعد،

-        وزيادة علاوة التأطير بالنسبة لمفتشي التعليم الأساسي والثانوي والفني، بمبلغ 10 آلاف أوقية قديمة،

-         زيادة رواتب عمال الصحة بنسبة ثلاثين في المائة، وتعميم علاوة الخطر عليهم،

-        زيادة التكفل بحصص التصفية لفائدة مرضي الفشل الكلوي المعوزين بنسبة خمسين في المائة، واستفادتهم من تحويلات نقدية شهرية بمبلغ 15.000 أوقية قديمة،

-        تأمين الضمان الصحي لذوي الاحتياجات الخاصة،

-        صرف تحويلات نقدية شهرية بمبلغ 20.000 أوقية قديمة للأطفال متعددي الإعاقات.

إنها عشر نقاط جاءت لتؤكد، مجددا ومرة أخرى، أننا نعيش عهدا جديدا بكل المقاييس، بحيث أصبحت هموم المواطنين وأحلامهم وتطلعاتهم في صلب اهتمامات الدولة، وبحيث لم تعد مدخرات البلاد وعائدات معادنا وصيدها غنيمة يتقاسمها الأباطرة وحدهم، وبحيث اختفت فلسفة البقاء على قارعة الطريق وسط رؤية سديدة خلاصتها أن ما تزخر به البلاد يسعنا جميعا.  

وفي ختام هذا الخطاب الذي أصبح حديث الساعة، خلص الرئيس إلى التعبير عن إدراكه العميق "لحجم طموحات الشعب وتطلعاته المشروعة واستعجاله جنيَ ثمار ما يقام به من إصلاحات وبرامج تنموية"، الأمر الذي ما زاده "إلا إصرارا على تحقيق تعهداته".

 

إسماعيل ولد الرباني المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء 

 

أحد, 29/11/2020 - 17:20