(مقابلة بالفيديو ) د.أحمدو النحوي للوئام: تبادل الزيارات المرتقب بين الرئيس والملك "يعكس عمق العلاقات"..(فيديو المقابلة)

الوئام الوطني للأنباء _ أكد الدكتور أحمدو محمد الحافظ النحوي، رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون، أن المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والعاهل المغربي الملك محمد السادس، وما نتج عنها من تبادل الزيارات المرتقبة "تعكس عمق هذه العلاقات التي لها امتداد شعبي كبير، ولها امتداد تاريخي كبير، والتي يعكسها التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين".

وأضاف الدكتور النحوي، في مقابلة خاصة مع وكالة الوئام الوطني للأنباء، قائلا: "الحقيقة أن الآمال المعقودة على هاتين الزيارتين كبيرة جدا، فهناك اتفاقيات اقتصادية كبيرة سيتم التوقيع عليها بين البلدين".

واتهم الدكتور النحوي من تسسبوا في إغلاق معبر الگرگرات بأنهم "لم تكن لديهم حصافة سياسية، إذ أنهم لم يجدوا أوراق ضغط أخرى ليستخدموها، فخسروا في ورقة إغلاق المعبر".

 

نص المقابلة:

 

وكالة الوئام: 

ما الذي تتوقعونه من الزيارات المتبادلة التي اتفق عليها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والملك محمد السادس؟ 

 

الدكتور أحمدو النحوي:

أولا أتشرف بوجودي الآن في مقر وكالة الوئام الوطني للأنباء، والتي هي وكالة رائدة ومهتمة بكل ما يتعلق بمنطقتنا، منطقة المغرب العربي، ولها دور كبير في تنوير الجاليات الموريتانية المقيمة في الخارج من خلال مواكبتها للأحداث الوطنية، وأنا سعيد بتواجدي معكم في هذا اللقاء.

أولا، نحن في المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون مؤسسة أسسها أكاديميون مغاربة وموريتانيون من أجل النهوض بهذه العلاقات الثنائية ودعمها على المستوى الثقافي والأكاديمي، وكذلك من أجل تدعيم الدبلوماسية الرسمية.

ولا شك أنه منذ انتخاب سيادة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي كنا داعمين لترشحه، شهدت الدبلوماسية الموريتانية عموما نهضة نوعية، فموريتانيا قادت دبلوماسية هادئة رزينة، وكان شعارها في كل ذلك، كما وعد الرئيس المنتخب خلال خطابه الأول، أن تقود موريتانيا دبلوماسية هادئة رزينة، تعلي مصلحة الوطن أولا وتعطي لموريتانيا دورها التاريخي والاستراتيجي.

أعتقد أن العلاقة مع المملكة المغربية، والمكالمة التي جرت بين جلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تعكس عمق هذه العلاقات التي لها امتداد شعبي كبير، ولها امتداد تاريخي كبير، والتي يعكسها التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين، فنحن نعرف أن صادرات المغرب لموريتانيا كثيرة جدا ومتنوعة، كما أن موريتانيا تصدر من خلال المغرب الى أوروبا منتجات الصيد، فالتعاون الاقتصادي بين البلدي وصل إلى أرقام كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ونعرف أيضا أن التعاون الامني في ملف مكافحة الارهاب يجري بالتنسيق بين البلدين، وكذلك على المستوى الأكاديمي، حيث أن موريتانيا، وبحسب الإحصائيات، هي الدولة الأكثر استفادة من المنح الدراسية في الجامعات المغربية، فهناك حوالي 300 منحة توفرها الوكالة المغربية للتعاون الدولي للطلاب الموريتانيين، كما أن العديد من طلبة المغرب يدرسون هنا في الجامعات الموريتانية، سواء تعلق الأمر بالجامعات الأهلية المعروفة باسم المحاظر، أو في الجامعات النظامية.

إذن، فالتعاون بين موريتانيا والمغرب يشمل جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأكاديمية والعلمية والثقافية.

 

وكالة الوئام:

ما الذي تتوقعونه في المنتدى من الزيارات المتبادلة المرتقبة بين فخامة الرئيس وجلالة الملك؟

 

الدكتور أحمدو النحوي:

الحقيقة أن الآمال المعقودة على هاتين الزيارتين كبيرة جدا، فهناك اتفاقيات اقتصادية كبيرة سيتم التوقيع عليها بين البلدين، فموريتانيا مقبلة على اكتشافات غازية كبيرة، كما أنها تعيش الآن إقلاعا اقتصاديا، وبحكم مواكبتي لتفاصيل الحياة في المغرب خلال دراستي هناك، الليصانص، الماستر، الدكتوراه، فالمملكة تعيش نهضة عمرانية كبيرة، ونهضة اقتصادية كبيرة، وهي تطمح إلى أن تكون رائدة اقتصاديا كبيرا في افريقيا، وأعتقد أن شراكة رابح - رابح، والمنطق الاقتصادي الذي يجمع البلدين يمكن أن يجعل منهما قطبين اقتصاديين في المنطقة إذا تم التعاون بينهما، ويمكن أن تستفيد المنطقة المغاربية بصفة عامة، لأننا اذا استطعنا أن نغلب منطق المصالح الاقتصادية على منطق الخلافات السياسية فإن المنكقة كلها ستستفيد، ويمكن للمصالح الاقتصادية أن تكون نقطة التقاء بين جميع الفرقاء في المنطقة المغاربية.

إننا ندعو من خلال المنتدى، وسبق أن قلناها في البيان الذي أصدرناه بعد أزمة معبر الگرگرات وقلناها مرارا، أننا ندعو جميع البلدان المغاربية إلى أن تحيد جانبا خلافاتها السياسية، وأن تركز على الجانب الاقتصادي بما يخدم شعوب المنطقة.

ان عدم تفعيل تكتل الدول المغاربية، اتحاد المغرب العربي، اتحاد المغرب الكبير، سميه ما شئت، تخسر منه الشعوب المغاربية الشيئ الكثير ولا يوجد أحد رابح من استمرار هذه الوضعية، فلو أن هذا التكتل تم تفعيله، اقتصاديا على الأقل حتى تم الإبقاء على الخلافات السياسية، فإن العالم أجمع سيكون أمام قوة اقتصادية كبيرة، وإن لم يكن هذا الخيار متاحا فعلى موريتانيا والمغرب أن يفعلا تحالفا اقتصاديا ثنائيا بنا يخدم البلدين في المنطقة المغاربية والافريقية.

 

وكالة الوئام: 

كيف انعكس الإغلاق المؤقت لمعبر الگرگرات على اقتصاد موريتانيا، وما المؤمل من إعادة فتحه؟ 

 

الدكتور أحمدو النحوي:

طبعا نحن في المنتدى أصدرنا بيانا حول قضية اغلاق معبر الگرگرات، وهذا المعبر يعتبر معبرا دوليا لا تقتصر أضرار إغلاقه على موريتانيا والمغرب، بل إنها تشمل أيضا دولا عديدة في إفريقيا وأوروبا، حتى من قاموا بإغلاقه شملهم التضرر من الإغلاق، فكان إغلاقه خطأ جسيما، وكانت العملية التي قام بها المغرب نوعية، ولم تسفر عنها ولله الحمد أي إصابات، والمعبر عاد الآن إلى حركته الطبيعية، فهو معبر دولي، ونحن نناشد الامم المتحدة من خلال منبركم بأن يبقى كذلك، لأن المصالح المترتبة على فتحه لا تتعلق فقط بموريتانيا والمغرب، فمن أغلقوه لم تكن لديهم حصافة سياسية، إذ أنهم لم يجدوا أوراق ضغط أخرى ليستخدموها، فخسروا في ورقة إغلاق المعبر.

 

وكالة الوئام:

ما الخيارات المتاحة أمام "البوليساريو" بعد تمكن المغرب من إعادة فتح المعبر في ظل التأييد الدولي الواسع للخطوة المغربية؟

 

الدكتور أحمدو النحوي:

(يبتسم) هذا السؤال لو طرح على أحد قياداتهم لأجاب، ولكن أنا أعتقد أن خيار السلام يجب أن يكون خيارا للمنطقة عموما، فالحرب لا منتصر فيها، والحرب، كما يقال، قد يتحكم من أشعلها في إيقافها، ونحن ندعو، كما دعونا في البيان، إلى أن يلتزم الجميع بالسلام باعتباره الحل الوحيد أمام الجميع، ومن مصلحة شعوب المنطقة الالتزام بوقف اطلاق النار الذي أعلنت جميع الأطراف الالتزام به في الاتفاق الموقع عام 1991 برعاية الأمم المتحدة، فهو ما يخدم المنطقة بشكل عام.

 

وكالة الوئام:

شكرا الدكتور أحمدو النحوي، رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون، على سعة الصدر والأجوبة الشافية على أسئلة وكالة الوئام الوطني للأنباء. 

 

   أجرى المقابلة  جمال السالك إباه

خميس, 26/11/2020 - 00:59