إغلاق الحدود.. المواطن الموريتاني يدفع ثمن تهور مجموعة من انفصاليي جبهة البوليساريو

يواصل انفصاليو جبهة البوليساريو فرض إغلاق الطريق البري الرابط بين موريتانيا والمغرب للأسبوع الثالث على التوالي، رغم ما ألحقه ذلك من أضرار بالسوق الموريتاني والتجار والمستهلكين والمستثمرين في مجال الصيد من مواطنين، وغيرهم.

الأضرار التي خلفتها خطوة الانفصاليين غير المحسوبة على السوق الموريتاني تمثلت في اختفاء أشكال عديدة من الخضار أبرزها البصل والجزر والطماطم والبطاطس والفلفل الأخضر والأحمر، وغيرها، وهي مكونات أساسية في الوجبات الغذائية المحلية.

وعلى صعيد متصل توقف تصدير البضائع الموريتانية كاللباس والسمك، مثلا، وهو ما أجبر المصدرين الموريتانيين على اللجوء الى تفريغ سفنهم في العرض بميناء الداخلة ليتمكنوا من تصديره إلى أوروبا، وهو ما ينعكس سلبا على مداخيل ميناء نواذيبو، ويشل حركة الناقلين المستفيدين من فتح الحدود.

لقد بدت أسواق موريتانيا شبه خالية من الخضراوات التي كانت تصل بشكل كبير عبر معبر الگرگرات، وهو ما  يؤكده  الارتفاع الصاروخي للأسعار.

يقول عمر، في تصريح للوئام، إن البصل والبطاطس موجودين وبأسعار معقولة حيث ان سعر كيلوجرام البصل 300 اوقية قديمة وبنفس السعر يتم بيع كيلوغرام البطاطس.

ويضيف عمر أن سعر كيلوغرام الفلفل الأخضر يصل إلى 2000 اوقية قديمة، إن وجد أصلا، كما وصل سعر الجزر 1200 فى سوق مسجد المغرب، مؤكدا أن هنالك أنواعا أقل جودة من البطاطس والبصل القادمين من مزارع المغرب تأتي عبر باخرة من هولندا.  

وفي سوق مسجد المغرب، حيث يتم تفريغ حمولة الشاحنات المغربية من مادة الخضرراوات، يصل سعر كيلوغرام الطماطم صغير الحجم إلى 1000 اوقية قديمة، ويعتقد البعض أنه مستجلب من مزارع خاصة في حدائق بعض المنازل داخل البلد، وهو ما لجأ إليه بعض التجار في ظل استمرار إغلاق الحدود بين البلدين.

وفي ظل وضع كهذا، يعجز غالبية المستثمرين في تجارة الخضراوات في سوقها المركزي في نواكشوط عن شراء كميات جديدة منها بسبب الغلاء والارتفاع الصاروخي لأسعارها، فطريقتهم في التبضع لم تعد متاحة في ظل استمرار إغلاق الحدود، حيث كانوا ينتظرون ما يتبقى من مخزون السوق لشرائه بسعر زهيد يتيح لهم هامش ربح كبير، آما اليوم فلا مخزون.

وفي جزء المشهد الخاص بمحلات بيع الخضراوات التي يملكها مواطنون مغاربة، والتي كانت تمتاز بوفرة العرض، فلا تكاد تجد غير نوع أو نوعين من الخضار، هما البصل والبطاطس حصرا.

وأمام وضع معقد كهذا، لا يمكن التنبؤ بانتهائه في الوقت الراهن، قام ساكنة بعض القرى الداخلية بتجارب زراعة الخضراوات بوسائل محدودة لم يتجاوز محصولها منطقة إنتاجها، في حين بدأ مزارعو ولاية گورگول حصاد موسهم الجديد من زراعة الخضراوات فى محاولات بدأت منذ سنتين.

ومع استمرار أزمة إغلاق الحدود بشكل تعسفي ومتجاهل لمصالح موريتانيا الاقتصادية، يتنامى شعور الرأي العام الموريتاني بضرورة مراجعة التسهيلات الانسانية التي تقدمها الدولة لقادة المشروع الانفصالي في تيندوف على التراب الموريتاني، والتي تشمل الإعفاء الضريبي وتسخير الموانئ وحق التملك، وغيرها من سياسة غض الطرف عن ممارستهم للأعمال التجارية في البلد.

 

تقرير/ جمال أباه

 

جمعة, 06/11/2020 - 01:13