"موريتانيا تتسع للجميع": شعار على أنغامه رقص الرأي العام

افتتاحية وكالة الوئام : 

يوما بعد يوم، تتجه موريتانيا، بخطى واثقة متئدة، نحو التصالح السياسي والحقوقي الشامل من خلال تنقية الدرب الطويل من كل الأشواك التي خلفتها عقود من الاحتقان والزيغ والغطرسة. واليوم تكتمل الصورة بألوانها القزحية حين مهد النظام الأرضية لنشر بساط السلم والاستقرار رافعا بذلك شعار "موريتانيا تتسع للجميع". وعلى أنغام هذا الشعار الزاهي رقص الجميع وتنادى الرأي العام ملتفا حول السلطات العليا، في إجماع وطني لا نظير له، بغية الدفع بعمليات الإصلاح إلى أبعد مدى. وهكذا رأينا معارضين يعودون إلى البلاد بعد نفيهم ظلما على مدى عقد تجرعوا خلاله كأس الإقصاء والمطاردة ومذكرات التوقيف وهدر المصالح.

وفي مثل هذا الجو الذي تداوت فيه جراح البلاد بأمصال التوافق والعناق والإنصاف، عاد إلى أرضنا المباركة رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو ورجل الأعمال المعارض المصطفى ولد الشافعي، كما عاد إليها الفنانون المنفيون قسرا والكتاب المهجرون ظلما، وتنفس الجميع الصعداء بعد أن ظل الأكسجين، لِعَشْر خلَتْ، حكرا على القصر وبطانته وحاشيته ومتزلفيه.

وعلى أنغام هذا الشعار الجميل، قدمت لجنة التحقيق البرلمانية تقريرها المفصل حول التلاعب بثروات البلاد خلال العشرية المنصرمة، واستنطقت شرطة الجرائم الاقتصادية كل المشمولين في الملف، وبدأ القضاء يعد العدة لتوجيه التهم ومحاسبة المتورطين بشفافية وعدالة وإنصاف. وهكذا ستعرف البلاد أول عمل ردعي ملموس كفيل بجعل مقدرات البلد في مأمن، مستقبلا، من أنياب الضواري المفترسة.

وعلى أنعام هذا الشعار الجميل، دشن رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، جوا من التهدئة سيعطي نتائج مضمونة على مستوى الاستقرار الضروري لعملية البناء واستراتيجيات الإصلاح والتنمية. وضمن هذه الرؤية الجديدة التقى الرئيس وناقش وأسمع واستمع إلى تكتل القوى الديمقراطية واتحاد قوى التقدم وتواصل وحزب الرك وغيرها من الأحزاب والحركات والروابط. الأمر الذي لاقى استحسانا منقطع النظير داخل كل أطياف ومشارب واتجاهات وألوان الرأي العام الوطني.

وعلى أنعام هذا الشعار الجميل، أنشِئت مندوبية تآزر، وانطلقت مشاريع "الشيله" و" البركة" و"داري" و"تكافل" و"أمل" ضمن سياسة شاملة ترمي إلى القضاء على بؤر التخلف في ميادين التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والطاقة، والسعي الحثيث للنهوض بالاقتصاد الريفي وبناء المساكن وتجميع القريات وحتى توزيع المبالغ النقدية على الفقراء الأكثر هشاشة.

فلا شك، إذن، أن موريتانيا -والحال هذه- باتت مستعدة للإنكفاء على العملية التنموية ووضع التصورات الكفيلة بالإصلاح الشامل بعد أن نزع النظام كل مطبات الاحتقان ومتاريس التأزم التي حالت دون تقدم وازدهار البلاد على مدى عقود.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء 

خميس, 22/10/2020 - 09:32