العمالة المنزلية في نواكشوط.. أزمة متصاعدة بسبب الهجرة إلى نواذيبو

تلقب مدينة نواذيبو بعروس البحر، حيث تعتبر من أجمل المدن الموريتانية، وتتميز بطقسها البارد شتاء والمتوسط صيفا، حيث يحيط بها المحيط الأطلسي وخليج الراحة المتفرع عنه من جهات ثلاث.

وفضلا عن السكان الأصليين والأسر المهاجرة وعمال الدولة، يعيش فى مدينة نواذيبو آلاف البحارة والعمال في شركات ومصانع الصيد المنتشرة على طول شاطئ المدينة، كما تعتبر قبلة للمهاجرين الأفارقة وللمستثمرين المغاربة.

يسافر الكثير من سكان العاصمة نواكشوط وولايات الداخل، المتخصصين في العمل المنزلي، إلى مدينة نواذيبو بحثا عن  فرص جديدة.

امبارى عامل منزل فى سوكوجيم نواذيبو، يقول إنه يفضل العمل  هنالك نظرا لجمال الطقس وقرب البحر، وأنه يحصل على راتب أكثر من الراتب الذي كان يتقاضاه في نواكشوط.

ويوضح امباري، في لقاء خاص مع وكالة الوئام، إن ابنة اخته تعمل فى أحد منازل حي دبي الراقي فى نواذيبو، وأنها تدخر من راتبها ما يكفي لإعانة اهلها فى مقاطعة الميناء بالعاصمة نواكشوط.

يضيف امباي أن عاملات المنازل القادمات حتى من بلدان مجاورة يأتين إلى نواذيبو بحثا عن فرص عمل.

ويفسر امباري ارتفاع راتب العامل المنزلي في نواذيبو مقارنة بنواكشوك بقوله إن السبب قد يعود إلى أن من وصفه ببعض بورجوازيي نواذيبو استقدموا عاملات منازل مغربيات مقابل رواتب كبيرة، وأن ذلك ربما يكون قد شجع العمال المحليين على طلب زيادة الأجور. 

إحدى الشابات العاملات لدى بعض الأسر الميسورة تحدثت عن مشاكل تحدث فى بعض الاحيان بينها مع مشغليها، وقالت: "تحدث مشاكل خاصة فى منازل الشباب العازب حيث يحدث تحرش فى بعض الأحيان خاصة عندما تكون العاملة قادمة من مدينة أخرى"، بحسب تعبيرها.

لا يوجد في نواذيبو مكان للتظلم في حالات وجود التحرش الذي لم يسفر عن جريمة اغتصاب كما هو الحال في العاصمة نواكشوط، وتحديدا في مقاطعة عرفات، التي تحتوي على "مركز إيواء النساء ضحايا العنف"، حيث تلجأ إليه الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش، حيث يستفتن من الإرشاد والتثقيف القانوني، وكذا العون اللازم في بعض الحالات.

لقد باتت مدينة نواذيبو قبلة لممتهني العمل المنزلي، وهو ما خلق أزمة عمالة في نواكشوط، خاصة لدى ساكنة الأحياء الراقية الذين بات اختفاء عمالهم مشهدا يوميا لصالح نظرائهم في العاصمة الاقتصادية. 

 

تقرير/ جمال أباه

 

خميس, 08/10/2020 - 09:57