تفرغ زينة : ظروف كورنا تضع عمال المنازل في نواكشوط أمام خيارات صعبة

لم يعد المبكرون إلى شاطئ نواكشوط يرصدون ذلك الجمع الغفير من عمال المنازل في تفرغ وهم يعبرون مقطع الطريق الفاصل بين مقاطعتي تفرغ زينه والسبخة، والمؤدي إلى المحيط الأطلسي.

اختفى المشهد خلال الأسابيع الأخيرة تحت وقع القصص المرعبة لفيروس كورونا، والتي تروي كيفية نقل الأشخاص للمرض الذي بات وباء يقض مضجع العالم بأسره.

لقد ضرب الوباء العمالة المنزلية في الصميم، فتم تسريح المئات من العمال، وفرض على الكثيرين منهم البقاء مع مشغليهم طيلة الوقت دون أن يتمكنوا من العودة إلى ذويهم ما لم تنقشع غمة الجائحة.

التسريح الجماعي لعمال المنازل يأتي بعد انتشار المخاوف من نقل العدوى بفيروس كورونا، خاصة أن غالبية العمال تقطن في مناطق مرشحة لإيواء المتسللين من الجارتين الجنوبية والشرقية، السنغال ومالي، حيث ينتشر الوباء على نطاق متزايد.

إحدى العاملات بالمنازل، وتدعى افاتو، صرحت لوكالة الوئام الوطني للأنباء أنها تسكن في حي البصرة وتعمل في مقاطعة تفرغ، وتتقاضى راتبا قدره 40 ألف أوقية قديمة، حيث يبدأ عملها فى الصباح الباكر وينتهي الساعة الرابعة بعد الظهر.

لكنها نضيف، والحسرة بادية على محياها، "منذ تفشي كورونا وانا حبيسة هذا المنزل.. أتواصل مع أهلي عبر الهاتف فقط، لأني لا أريد أن أخسر وظيفتي".

وأضافت أن مشغلها سمح لها ذات مرة بقدوم والدتها للسلام عليها، مشيرة إلى أن ذلك تم تحت رقابة ومسافة محددة حتى لا تكون محملة بفيروس كورونا وهى لا تعلم".

وتؤكد افاتو أن رغبة رب العمل في بقاء العامل معه في المنزل إلى غاية رفع الاجراءات الاحترازية ضد كورونا، لم تكن التحدي الوحيد، بل إن جو رمضان يفرض على العامل البقاء في مقر عمله إلى ما بعد انتهاء مراسيم الإفطار، وهو ما لا يتناسب ووقت حظر التجول الليلي.

وتختم افاتو تصريحها بالقول: "لقد بات العامل المبتور من أية جذور هنا العامل المفضل لدى الناس"، وتؤكد: "لقد أصبحنا تحت رحمة خيارات صعبة لا مناص من التأقلم معها بسبب جائحة كورونا".

اثنين, 04/05/2020 - 10:13