الوئام ترصد: الشوط الثاني أصبح مصلحة موريتانية عليا

ستتحرك فيه المليارات.. وسيتفيد منه مليون موريتاني..

رغم ان حملة الشوط الأول من الإنتخابات الرئاسية الموريتانية لا تزال في بدايتها الا ان الشوط الثاني من الانتخابات بدأ التفكير فيه فعلا وقد بات مسألة وطنية عليا، ليس لأنه سيضفي شرعية على الانتخابات التي تأتي بعد 10 سنوات من انقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب، بل لأن طرفي الصراع سيحركون المليارات للفوز بمقعد الرئاسة، ليستفيد بذلك مليون موريتاني على أقل تقدير من هذه العملية الإنتخابية التي خطفت الانظار، ليس كحملة سياسية اعادت الحيوية الى الساحة الموريتانية ولكن ايضا كبزنس تجاري يستفيد منه الجميع.

تشريع الإنتخابات عبر شوط ثان

ان اللجوء الى شوط ثاني في الانتخابات الرئاسية الموريتانية سيكون أمرا بالغ الاهمية على عدة مستويات.

سيعطي الشوط الثاني شرعية لعملية الاقتراع التي تشتكي المعارضة من عدم تمثيلها في اللجنة التي تشرف عليها، واستخدام مرشح النظام محمد ولد الغزواني وانصاره لأموال وامكانيات الدولة فيها للتأثير على الناخبين، فضلا عن حضور اربعة وزارء في حملة مرشح النظام بل وخوض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بنفسه الانتخابات الى جانب ولد الغزواني.

واما هذا الوضع سيكون اللجوء لشوط ثان تعبيرا عن فسح المجال امام النقاش السياسي وتأكيدا لنزاهة الانتخابات.

كما انه (الشوط الثاني) سيكون تعبيرا عن واقع التنافس الحقيقي الذي يتخندق فيه 4 مرشحين ضد مرشح النظام فيما يبدو ان مرشحا شابا واحد يترشح لأول مرة ويأخذ مساحة من الطرفين، وبالتالي فان المعارضة التي تحشد على اربع مستويات، يجب –في الظروف الطبيعية - ان تسحب مرشح النظام - الذي لا يبدو قويا- الى شوط ثان من الانتخابات الرئاسية، خصوصا في ظل التقدم الذي يحرزه الوزير الاول السابق والدبلوماسي المرموق سيدي محمد ولد بوبكر.

وفي اسوإ الإحتمالات، فان الشوط الثاني سيكون غطاء شرعية جيد للنظام، في حال فوز مرشحه بشوط ثان بدل حسم النتائج في شوط اول وكأن الامور كانت محسومة، وسيكون ايضا فرصة للمعارضة في حال فوزها في تأكيدا لصراعها الملحمي من أجل الوصول الى السلطة، وهو ما سيعتبر انتصارا تاريخيا، وبهذا يكون الشوط الثاني خيارا مهما لكونه يخدم كلى طرفي اللعبة السياسية.

مليارات..

الشوط الثاني من الإنتخابات سيكون مناسبة لاستثمار المرشحين لما يناهز 20 مليارا من الاوقية (قديمة) وذلك من أجل السيطرة على أخطر انتخابات في تاريخ البلد، واكثرها احتمالية للمفاجآت.

لن تقل استثمارات مرشح السلطة محمد ولد الغزواني عن 12 مليار من الاوقية (قديمة) لحسم التنافس وذلك في ضوء مصروفات المرشح في الشوط والاول، فيما قد ينفق مرشحو المعارضة 8 مليارات –على الأقل- خصوصا في ظل دخول الملياردير محمد ولد بوعماتو على الخط، لضبط موازنات خطوط الصراع على الاصوات والتحالفات.

وهذه المليارات سيتم ضخها للناخبين، وهم في الغالب من المواطنين ذوي الدخل المحدود، ما سيمنحهم فرصة للاستفادة ماديا من صراع الساسة على مركز القرار.

بزنس الحملة..

غير خفي ان الموسم الإنتخابي يجلب آلاف الفرص أمام العاطلين عن العمل، وذلك عبر انخراطهم في برامج الأحزاب والتحالفات، والاستفادة كمتطوعين من تعويضات رمزية وميزانية مخصصة للجان الحملة، وهي لجان أسسها شباب متفرغ للسياسة في أغلبه، والذي لا يملك مصدر دخل آخر.

هذا فضلا عن انتعاش سوق ايجار السيارات والشقق والفنادق، وتعاونيات بيع الخيم، وحتى شركات الحراسة، وشركات الطباعة والنشر والترويج، ومؤسسات الاعلام والدعاية.

وكل هؤلاء يجدون فرصة في انتعاش "بزنس الحملة" واستمرار حالة التنافس، وهو ما لن يتم بعد 22 يونيو الا في حالة لجأت الاطراف السياسية لشوط ثان من الانتخابات.

هيئة تحرير الوئام

أربعاء, 12/06/2019 - 09:34