لأول مرة فى موريتانيا: تنفيذ برنامج اجتماعي فوري/ محمد يحيى معاوية

استبشرت ساكنة الأحياء الشعبية المؤهلة فى انواكشوط حديثا " أحياء الترحيل" ، استبشرت خيرا -حالها كحال المواطنين على كافة التراب الوطني -وهي تعيش إطلاق رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للحزمة الأولى من البرامج ذات الأولوية بشقها الموجه فى أغلبه لساكنة هذه الأحياء : برنامج الأمان الاجتماعي الفوري؛ الذى ينفذ وفاء بالتعهدات التى قطعها رئيس الجمهورية لصالح المواطنين و خاصة الفئات الأكثر احتياجا بتوفير مقومات العيش الكريم ؛ بما يتطلبه الأمر من تحسين للدخل المباشر للأسر المعسرة و تعزيز البنى التحتية و تطوير المحيط البيئي و مجال عيش المواطنين و ضخ للتمويلات و فتح العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

سيسجل التاريخ أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تميز فى رؤيته الثاقبة و إدراكه المتمكن لهموم المواطنين و تقديره الموفق لمشاغلهم و تدخله الفوري لتلبية أولويات هاؤلاء المواطنين ؛ و سيسجل أيضا أنه أول من أطلق فى هذه المناطق المحتاجة هذه الرزمة الضخمة من المشاريع التنموية المهمة و فى صدارتها مشروع تشييد أربعين كلمترا من الطرق المعبدة في الأحياء النائية في مختلف مقاطعات العاصمة.

برنامج الأمان الاجتماعي الفوري بكل مكوناته يفهمه المواطن ؛خاصة فى هذه الأحياء "المنسية" على أنه التفاتة كريمة لجزء مهم من أحياء العاصمة ساكنته فى أمس الحاجة لمرافق تعليمية و صحية و لطرق معبدة تفك العزلة و لخدمات المياه و الكهرباء ؛ وكلها خدمات لا غنى عنها لحياة كريمة هي طموح شرعي للمواطن أينما كان ؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بفئة المواطنين الأكثر فقرا وهشاشة.

و هكذا كان للتعليم حظه الوافر من هذا البرنامج تشييدا و تجهيزا للمؤسسات التعليمية و دعما للقدرة الاستيعابية لنظامنا التربوي ؛ و كلها تهيئة لبناء المدرسة الجمهورية المنشودة سبيلا لتكوين مواطن صالح .

هذه المشاريع الخدمية والاجتماعية التى تصل تكلفتها حوالي 41 مليار أوقية

ستنعكس -دون أدنى شك- إيجابا على حياة المواطنين سبيلا للتحسين من ظروفهم المعيشية؛ ستنضاف لتدخل غير مسبوق من وكالة "تآزر" الموجهة بدورها للقضاء على مظاهر الغبن و لتعزيز العدالة الاجتماعية بمحو الفوارق المعيشية و تعميم الخدمات الضرورية و تقريبها للمواطن أيا كان .

و هكذا على أرض الواقع بدأ برنامج رئيس الجمهورية "تعهداتى" يتجسد بمشاريع تنموية و تدخلات حكومية تحظى بالمراقبة والمتابعة و تستجيب للآمال.

و إذا كان برنامج " تعهداتى" المتميز بالرؤية الواضحة والتقييم المدروس و بقابلية التطبيق ؛ فإنه يأتى متسما بشمولية غير مسبوقة تراعي كافة الاحتياجات و تخطط لمستقبل مشرف ؛مما يبرهن على أن المسؤولية التى تقلدها صاحب الفخامة و إن كانت جسيمة (رئاسة الجمهورية )، لم تكن لتصرفه عن الاطلاع عن قرب على ظروف المواطن مقدرا معاناة الطبقات الكادحة من المواطنين وهي طبقات فى أغلبها متعففة تؤثر عرق الجبين على المسألة أو الاتكالية سبيلا لتأمين الحد الأدنى من ميسور الحياة تعليما و صحة ؛ ومن بين هذه الطبقات من يوفر حاجياته الغذائية اليومية بشق الأنفس وقد يبيت طاوي الكشح خاصة فى الأحياء المتاخمة .

و بالدرجة الأولى سيستفيد المواطن العادي من خدمات مجانية و من تعليم فى المستوى المنشود .

و تنويعا فى موارد إنتاج اقتصادنا واهتماما بالعالم الريفي أعطى فخامته- أيضا -الإشارة لانطلاق عملية استصلاح اراضي زراعية علي الضفة تصل حوالي 6 هكتار سنويا ستوفر فرص استثمار زراعي تمكن البلد من الحصول على الاكتفاء الذاتي فى مجال الحبوب وزراعة الخضروات ؛ مما يمثل فى -نظري- استراتيجية مدروسة ناجعة - بإذن الله -إذ بات من الضرورى البحث عن روافد بديلة أو موازية - لقطاع الاستخراج بصفتها متنفسا للاقتصاد الوطني من جهة و تشجيعا للاستثمار في قطاعات حيوية أخرى كالزراعة مثلا ؛ خاصة و أن القطاع المعدني يرتبط ارتباطا وثيقا بالسوق العالمية وتقلباتها.

و غير بعيد من قائمة الإنجازات ينبغي أن نشيد بالنجاح الباهر لزيارة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لدولة الإمارات العربية المتحدة ؛ تلك الزيارة الميمونة التى أحيت عهودا من الأخوة المنسوجة عبر الدين و التاريخ و قد أثلج صدورنا حقا أبهة الاستقبال و الاحتفاء تعبيرا عن ما تكنه السلطات العليا فى الإمارات لرئيس الجمهورية من احترام و تقدير و عبره للشعب الموريتاني ؛و ما النتائج المحققة من تلك الزيارة إلا دليل واضح على نجاحها.

 

(*) مسير مركز استقبال المواطنين فى امباني -ولاية البراكنة

خميس, 06/02/2020 - 20:45