تعليق: كلاسيكو بين الوزير "ولد سالم" و"فيسبوك".. من ينتصر..؟

مدونون يطالبون بإقالة الوزير.. وينتقدون كلامه ولباسه..

يبدو ان المعركة بدأت بين الناطق الرسمي بإسم الحكومة الموريتانية الوزير سيدي ولد سالم وبين شبكة قوية من المدونين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بدأت في الفترة الاخيرة تضغط في صنع القرار في موريتانيا.
انه اكثر وزير يتم انتقاده منذ تعيين الحكومة الجديدة في بداية مأمورية الرئيس محمد ولد الغزواني الذي جاء بعد نهاية مأموريتين للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وصل الامر للمطالبة باسقاط الوزير، لقد أصبح مغضوبا عليه فجأة بعد صمت بدأ منذ فاتح اغسطس بعد تنصيب الرئيس الجديد، ليس فقط من مدوني المعارضة بل من طرف المدونين الموالين للرئيس وبرنامجه الانتخابي، بل القريبين جدا من ولد الغزواني.
جاء ذلك بعد تصريحات للوزير جاء فيها إن الحكومة المعينة مؤخرا من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني امتداد للحكومة السابقة ونظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وأكد ولد سالم خلال أول مؤتمر صحفي للحكومة الجديدة أن هذه الحكومة لديها القدرة على مواكبة العمل في ظروف جيدة،  وفق تعبيره.
ولد سالم الناطق بإسم الحكومة بالإضافة لمنصب وزير التعليم العالي، وكان يشغل نفس المنصب في حكومة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ويبدو انه من بين المؤيدين بقوة لخطاب "متابعة المسار" التي هي عبارة لا تحظى باتفاق وتعني ان الرئيس محمد ولد الغزواني هو مجرد جزء من خطط محمد ولد عبد العزيز للبقاء في السلطة.
بعبارة بسيطة غير اضطرارية وضع الوزير منصبه على المحك، كما ايقظ انتقادات لدى الطلاب والاتحادات الطلابية واسرة التعليم العالي كانت موجهة اليه اصلا خلال تسييره لوزارة التعليم العالي.
لقد وصلت الانتقادات لطريقة لبس الوزير، انهم حتى ينتقدون طريقة لبسه وكونه أخطأ خطأ فادحا في اول مؤتمر صحفي، واساء للموالين والمعارضين في وضعية حرجة تحتاج التهدئة والقدرة على الجمع لا القدرة على التفريق.
ان الامر اصبح اقرب لكلاسيكو بين الوزير والمدونين يلعب على مربعات السياسة الموريتانية، وامام جماهير متعطشة لمزيد من سخونة الاجواء السياسية امام نظام جديد توصف حركته بالباردة والرتيبة.
نفذ الفيسبوكيون في السابق عدة حملات في الفترة الاخيرة كانت ناجحة، لقد دفعوا الحكومة للتراجع عن عدد كبير من القرارات بينها زيادة اسعار الادوية، وتابعوا قضايا تعذيب وملفات مساعدة بعض الشخصيات العامة، كما دفعوا الحكومة للرد بسرعة حول بعض القضايا، بل دفعوا الحكومة لتعيين اشخاص لاقوا اعجابهم واستحسنوا ان يروهم وزراء، حتى ان البعض يعتبر انهم لعبوا دورا كبيرا في تراجع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عن مأمورية ثالثة، وسيكون غضبهم اليوم على المحك، في حربهم على ولد سالم.
والحقيقة ان ولد سالم سبق ونجى بأعجوبة مرتين، الاولى عندما واجه لوبيات التعليم العالي وخاض حربا مع الاساتذة والطلاب في الداخل والخارج وطبق اصلاحات يرى انها مهمة في قطاعه رغم انها محط انتقادات، ونجى ثانية بعد وصول ولد الغزواني وبقي ضمن وزراء قلائل ليكون بذلك وزيرا مخضرما عاش في نظام محمد ولد عبد العزيز وعبر بأمان للمرحلة الجديدة مع غزواني.
لكن ليس مضمونا انه سينجو هذه المرة، فالماء قد وصل الى الذقن، وقد يحتاج الامر لخبرة في السباحة في الامواج العالية ليس واضحا ما اذا كان استاذ الفيزياء في جامعة نواكشوط يتقنها أم ان السيولة الجارفة سترمي به بعيدا عن مقعد الوزارة.

 

 

جمعة, 16/08/2019 - 00:51