ولي العهد السعودي.. محمد بن سلمان.. أمير التغيير المبهر..

تقديرا لسمو الأمير انتهت قمة أوساكا بموافقة زعماء العشرين على استضافة الرياض للقمة القادمة 2020

يشكل الاهتمام الذي تحظى به قرارات وسياسات صاحب السمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع دفعة قوية لتوجهات المملكة العربية السعودية في وقت تمر فيه منطقة الشرق الاوسط والعالم بتحولات سياسية واقتصادية كبرى.

آخر محطات هذا الاهتمام كانت في قمة العشرين التي انعقدت مؤخرا في أوساكا باليابان والتي شهدت اهتماما من قادة العالم بتوجهات وسياسات الرياض المستقبلية خصوصا في المجال الاقتصادي والاستراتيجيات الدبلوماسية للمملكة، وهو ما تكلل في النهاية بموافقة زعماء الدول العشرين على ترؤس المملكة العربية السعودية للقمة القادمة 2020، وأن تكون في مدينة الرياض.

واضافة للمحبة والتقدير الفائقين الذين يحظى بهما الأمير الشاب محمد بن سلمان من قبل شعبه وشعوب العالم العربي والاسلامي فإن الدول التي تقود العالم وتعتبر مركز القرار العالمي سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي ستجتمع في المملكة لتكلل جهود التنمية والثورة الاقتصادية والصناعية واعادة الهيكلة الادارية التي تشهدها المملكة، وتمنح ثقتها للرياض لتكون مركز القرار في العام المقبل وهي فرصة لتظهر المملكة العربية السعودية سياساتها التي شكلت محورا لا يمكن اليوم قراءة العلاقات الدولية في منطقة الشرق الاوسط دون ملاحظته والاشادة بأهميته ومحوريته.

رؤية 2030..

لا يمكن متابعة تطور صنع القرار في الفترة الاخيرة في المملكة العربية السعودية دون التمعن في رؤية 2030 التي اطلقها صاحب السمو الامير محمد بن سلمان والتي شكلت قفزة نوعية في الطرح، واشارة قوية على الطموح الذي يميز رؤية سمو الامير.

وبعد ثلاث سنوات انتقلت المملكة العربية السعودية من مرحلة التخطيط والتصميم فيما يتعلق بـ "رؤية 2030" إلى مرحلة التنفيذ على جميع الأصعدة، حيث شهدت السوق المالية السعودية تطورا ملحوظا، وانضمت لـ 3 مؤشرات عالمية ( فوتسي - مورغان ستانلي - ستاندرد آند بورز داو جونز) مما سينتج عنه تدفق رؤوس الأموال بمليارات الريالات إلى السوق، وهو ما يعتبر نقلة نوعية أعادت البريق الى السوق المالية ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن ايضا في الشرق الاوسط.

وقد زاد عدد المستثمرين في الصناديق الاستثمارية بنسبة 40% وهي الزيادة الأولى منذ عام 2006، لتضيف المملكة الى ذلك أكبر تقدم بين الدول الأكثر تنافسية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019 IMD، الصادر من مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، وحصلت على المرتبة 26 متقدمة بـ13 مرتبة عن العام الماضي، لتحتل المرتبة السابعة بين مجموعة دول العشرين".

كما طالت الثورة التي احدثها ولي العهد محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية قطاع الاتصالات والمعلومات حيث ارتفعت مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي بشكل مباشر وغير مباشر، كما أصبحت المملكة من أعلى 10 دول نموا في مجال التجارة الإلكترونية في العالم بنسبة 32 في المائة".

كما ان المملكة العربية السعودية هي أول دولة في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، تطلق خدمات الجيل الخامس 5G عام 2018 في المنطقة الشرقية بشكل تجريبي وتتوزع اليوم في اراضيها 1000 برج اتصال تقدم هذه الخدمة الجديدة، فيما تجري جهود حثيثة لتوسيع هذه الخدمات.

وفي مجال الطاقة والصناعة فإن الصادرات غير النفطية ارتفعت بنسبة 22% عام 2018 مقارنة بعام 2017، وتم إطلاق العديد من المدن الصناعية في مختلف المناطق بالمملكة.

فيما تترقب الاسواق العالمية طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام 2020 – 2021 وما ستحدثه من تحول شامل، سيؤدي إلى إيجاد شركة طاقة وبتروكيميائيات وطنية سعودية عملاقة متكاملة تقود قطاع الطاقة العالمي وتعزز بدرجة أكبر إمكانات النمو في أرامكو السعودية وربحيتها في تقلبات أسواق البترول المعتادة.

وقد تم بالفعل اتخاذ إجراءات مهمة عدة، من بينها إصدار نظام ضريبة المواد الهيدروكربونية، وإعادة إصدار اتفاقية امتياز حصرية، وتعيين مجلس إدارة جديد للشركة، بالإضافة إلى التدقيق المستقل في احتياطيات المملكة البترولية وإعلانها رسميا للمرة الأولى، وكذلك قوائمها المالية المدققة.

وهذا كله يعزز مبدأ الشفافية، أحد المبادئ الأساسية في رؤية المملكة 2030 من أجل حماية مصالحها ومصالح المستثمرين المحتملين.

ان رؤية 2030 ليست مجرد إجراء اقتصادي بقدرما هي ثورة ترمي لإعادة هيكلة الاقتصاد وارسائه على دعائم متينة تشكل دعامة قوية واساسا للانطلاق نحو المستقبل، وهي رؤية ملهمة للشعوب في مختلف انحاء العالم وتحظى باحترام شركاء المملكة.

رجل الانجازات..

ان الامير محمد بن سلمان الذي يعتبر احد اكثر القادة في العالم العربي والاسلامي ديناميكية وحيوية وطموحا وارتباطا بعالم التكنولوجيا والمحبوب من قبل شعبه، بات قدوة للشباب العربي المسلم المحب لأوطانه خصوصا في ظل قراراته القوية الساعية لحفظ بيضة العالم العربي والاسلامي، وتوجهه للحفاظ على سلامة وأمن شعوب منطقة الشرق الاوسط والعالم، ودعمه لحوار الحضارات والأديان.

في عام 2015 شغل الامير الشاب 14 منصبا ومهمة رسمية بحسب ابحاث وكتب تم تأليفها لرصد مسيرة الرجل الذي تفاجأ العالم بموسوعيته وقدرته على مواجهة المرحلة الصعبة التي يعيشها الشرق الاوسط، ودفعه باتجاه ان تعزز المملكة العربية السعودية جهود التنمية والابتكار ليس فقط في بلاده وانما في كامل الشرق الاوسط ودول العالم، وهذا ما يعكسه الاحترام والتقدير الذي يحظى به الامير محمد بن سلمان من قبل قادة العالم شرقا وغربا خصوصا بعد ان حرر اقتصاد بلاده من الارتهان للنفط، والانفتاح الذي تميزت به سياساته، بما في ذلك إعادة هيكلة أجهزة الدولة، والاهتمام بالمرأة، وإطلاق المشروعات العملاقة مثل مشروع "نيوم" وقيادته التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وإطلاق المبادرات الخيرية، والاهتمام بتأهيل وترميم عدد من المساجد التاريخية، واعادته لمنهج الوطنية ونبذ التطرف، ومساعدة الدول الاسلامية السائرة على طريق النمو، ودعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وتكريس السياسات الرامية لحماية البيئة في العالم، وهي امور من بين اخرى جعلت الامير محمد بن سلمان ضمن الخمسين شخصية الأكثر تأثيرًا في العالم عام 2017، وفقًا للقائمة السنوية لمجلة بلومبيرج، وحل أيضًا في المركز الثامن عالميًّا والأول عربيًّا ضمن قائمة "فوربس" الأمريكية لأقوى 75 شخصية في العالم عام 2018.

تحويل الشرق الاوسط الى أوروبا جديدة..

واذا كانت منطقة الشرق الاوسط تحتاج لرؤية حقيقية للنهوض، وتجاوز مشكلاتها التي عاقت الاستقرار والنمو فإنها فعلا تحتاج اليوم بالذات، لرؤية كرؤية الامير الشاب ولي عهد المملكة العربية السعودية الذي يحلم بحق بتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة، ونقل المواجهة الحقيقية الى التعامل مع التحديات والعقبات التي لا يجب أن تقيد أو تأسر قادة المنطقة أمام تحقيق أهدافهم.

انها وجهة نظر ريادية تأخذ بعين الاعتبار واقع التحديات والصعوبات الحقيقية التي تشكل معضلة النمو في الشرق الاوسط ولكنها ايضا تاخذ بزمام المبادرة لطرح حلول واقعية وطموحة لتفعيل القيادة والابتكار في تصميم حلول فعالة تفتح باب الامل واسعا امام هذه المنطقة التي تعتبر المملكة قلبها النابض وقبلة المسلمين وبلاد الحرمين الشريفين، التي حباها الله بالثروات الطبيعية، والموقع الاستراتيجي، وبقيادات حكيمة وشعب جبار مبدع ومبادر ومحب للسلام وله يد طولى في فعل الخير.

لذلك يقول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحات سابقة: "لا تريد شعوبنا أن تكون أسيرة لنزاعات أيديولوجية تهدر فيها مقدراتها ... أما الاضطرابات السياسية فمصدرها معروف وهو التنظيمات الإرهابية مثل داعش، والقاعدة، والإخوان المسلمين، وسياسات النظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب والتطرف. ولن نضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك. ونحن ماضون بإذن الله، من دون تردد، في نهجنا بالتصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لها".

سند الشباب..

وفي ظل هذا التطور الذ شكل طفرة نوعية في كل المجالات، والتي لا يمكن حصرها في تعدد مجالاتها واهدفها، فانه من المهم الاشارة الى ان المحطات الاساسية هي فقط ما يمكن رصده في ثورة المشاريع الاقتصادية التي قادها صاحب السمو الامير محمد بن سلمان.

ولعل من بين هذه المبادرات التي تلامس قلوب الشباب، مباردة لتنمية مجالات المبادرات الاجتماعية غير الربحية المعنية بتمكين المواطنين والمواطنات، وقد اختير اسم "سند محمد بن سلمان" للبرنامج.

كما تم مؤخرا صرف الدفعة الرابعة من هذا المشروع لـ 4700 شاب بسقف مالي فاق 90 مليون ريال ليصل عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من 15 ألف مواطن، بقيمة تجاوزت 300 مليون ريال.

البرنامج هو مشروع من بين الأعمال الإنسانية التي يقدمها ولي العهد السعودي بين الدعم المادي والمعنوي لمختلف فئات المجتمع السعودي.

ويتلمس هذا البرنامج احتياجات فئات المجتمع المختلفة، إضافة إلى وضع أطر وقواعد لمبادرات الأمير محمد بن سلمان الخيرية الموجهة للمجتمع السعودي، وجمعها ضمن حقل موحد.

وتتمثل أهداف البرنامج، في تعزيز المعرفة والتوعية، سعيا لتنمية المجتمع وأفراده، في سبيل تركيز الأثر الفاعل للمنافع التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها.

وأطلق البرنامج أولى عطاءاته للمرحلة الأولى بمبادرة "سند الزواج" سعيا لتحقيق مبادئ الاستقرار الأسري، وحث الشباب على الزواج وتحفيز غير القادرين، لتمكينهم من بناء أسرهم، وتدعيم أواصر الاستقرار الاجتماعي وتحقيق السعادة لهم.

واذا كانت رؤية 2030 تمنح رؤية شاملة لما ستكون عليه المملكة في عام 2030 فان اهتمام ولي العهد سمو الامير محمد بن سلمان بالشباب والاسرة يعطي فكرة عن مدى الاهتمام بأدق تفاصيل حياة المواطنين وصولا للنهضة المنشودة التي تنطلق من الاسرة السعودية كنواة وصولا الى المشاريع العملاقة التي ستغير واقع المنطقة بأكمله.

اسماعيل الرباني: المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني

جمعة, 12/07/2019 - 12:59