حزب الإتحاد من أجل الجمهورية والإنتحار السياسي

من المعرف سلفا أن إنشاء حزب سياسي أمر يتطلب الكثير من التفكير والتخطيط والإستراتيجيات.

ويتطلب أيضا وجود مشروع واضح يتبناه هذه الحزب ويسعى لتحقيقه بمختلف جوانبه القريبة الأمد والبعيدة.

ومن المعروف أيضا أن إنشاء الحزب السياسي الحقيق لايتم بين عشية وضحاها .

ولا يتم بناء على رغبة شخصية لفرد واحد يقرر في ليلة أن يصبح رئيس حزب وفي المساء يكون قد أنشأ حزبا سياسيا.

تتوفر فيه شروط الحزب السياسي المعاصر.

الحزب السياسي يولد كفرة لدى قائده فينقلها لجموعة ويقنعهنا بمشروعه السياسي.

فتنطلق تلك المجموعة،

في هدف واحد هو إنشاء الحزب السياسي ونقله

من مجرد فكرة إلى مشروع سياسي متجسد على أرض الواقع له شخصيته القانونية.

بعد هذه المرحلة ينطلق الحزب في الهدف الثاني وهو الدخول في المعترك السياسي من خلال الإستحقاقات وهنا يحاول الحزب قدر طاقته حشد الأنصار والمقتنعين بمشروعه السياسي .

وفي هذه المرحلة بذا ت مرحلة الإستحقاقات والتي تعتبر المرحلة الحاسمة في تاريخ الحزب السياسي

يفكرقادت الحزب مليا قبل اتخاذ قرار الترشحات والشخصيات المؤهلة للترشح باسم الحزب

 

وتراعى في تلك الترشحات معاير معينة لعل أبرزها القدرة على الحشد والتاثير على الناخبين،.

خاصة في بلد مثل موريتانيا تتحكم فيه القبيلة والجهة والعلاقة كل هذه العوامل تتحكم في تصويت الناخب،

الأخذ بهذه المعاير ومراعاتها في إختيار المرشحين يحافظ للحزب على مكانته في المشهد السياسي ومكاسبه في السلطة .

وهذا هو ديدن اللأحزاب السياسية في موريتانيا منذ، نشأتها حتى اليوم.

وخاصة الأحزاب المنتمية للنظام السياسي الحاكم مثل الحزب الجمهوري سابقا ،وحزب الإتحاد تحاد من أجل الجمهورية في الإستحقاقات الماضية.

لكن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم  لم يلتزم بالمنهج السياسي المعروف في الترشحات والذي إلتزمه الإنتخابات الماضية

 

والذي يراعي القوة الإنتخابية للمرشح، وقدرته على حشد الأصوات لحظة التصويت.

وإختار أن ينهج في إختيار مرشحيه منهجا أخر أساسه الوساطة والقرابة .

والجهوية،الضيقة …… ولم،يراعي قوة،مناصريه وتأثيرهم .

فنجده يرشح أشخاصا لا وزن إنتخابي لهم على أساس الوساطة والقرابة.

وهو ماحصل،في هذه الفترة بذات حيث قامت لجنة،الترشحات باختيار بعض المرشحين للحزب على أساس الوساطة فقط.

وهو ماشكل انتحار حقيق وفعلي لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية .

في بعض مناطق الوطن، حيث قام الحزب بتجاهل بعض مناضليه.

في أجزاء من الوطن ورشح بدلا منهم أشخاصا لاوزن لهم في تلك المناطق ،وهو ماشكل صدمة،كبرى لمناضلي الحزب في تلك المناطق.

ودفعهم للترشح من خارج الحزب وهي حادثة تكررت أكثر من مرة .

وإن استمرت وعجز  الحزب  عن إرضاء مناضليه الغاضبين قد يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه

وربما يصل لمرحلة يعجز فيها عن حصد الأغلبية،المريحة في البرلمان.

ماقد يصعب، من، مهمته،في المستقبل هذا إذا تمكن مرشحه لرئاسة من الفوز في ظل هذه الأزمات والصراعات الداخلية والإنشقاقات.

وحسب المحللين السياسين فإن الحزب لأن يعيش وضعية انتحار سياسي  قد تجعله يخسر.

في الإستحقاقات القادمة خسارة، مرة تجعله في مرتبة متأخرة جدا  بين الفائزين .

هذ في أحسن السيناريوهات ، أما الأسوء فلا حدود له ومن ضمنه مثل العجز عن الفوز في جميع المستويات وهو أمر غير مستبعد، في ظل زيادة، المنشقين منه وقوتهم الإنتخابية وكثرة المنافسين له سياسيا.

مايعني أن  حزب الإتحاد من اجل الجمهورية اليوم  يسير نو الإنتحار، السياسي بفعل قرارات لجنته المشرفة على الترشحات.

ثلاثاء, 31/07/2018 - 23:08