المفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء يكتب: الخلاف سم زعاف

قال الشاعر المصري حافظ ابراهيم

( إلام الحلف بينكم إلاما

وهذه الضجة الكبرى علاما

وفيم يكيد بعضكم لبعض

وتبدون العداواة والخصاما

أما آن لأبناء الأمة العربية أن يستعينوا فى تعاملهم مع بعضهم بأخلاق دينهم الإسلامي التى تقرب القلوب وتوحد الصفوف، وتدعم الاتحاد بين الحكومات والشعوب حيث يقول سبحانه

١- ا {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ) الآية34- فصلت)

٢- (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) الآية 3- المؤمنون)

٣- ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ) (الآية53 سورة الإسراء).

٤- (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (الآية114- سورة هود)

٥- ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ) (الآية63- الفرقان)

٦- ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ() ( الآية125- سورة النحل)

 

تلك الأخلاقيات والآداب فى التعامل مع كل الناس، فما بالكم مع الأشقاء ؟! كيف يسمح للإعلام بكل وسائله باستغلال صفحات الجرائد أو الفضائيات بنشر الكراهية بين الشعوب، وتكون آثارها مدمرة على الدول العربية ، مما يزيد تفرقها وتشرذمها ، ونعود للجاهلية الأولى قبل الإسلام ليقاتل العرب بعضهم وقد تم استدعاء الماضي من حروب داعس والغبراء وحرب البسوس كما تشجعها اليوم للأسف دولة عربية مثل قطر، التى لاتترك فرصة لشعب عربي آمن ومستقر إلا وتبعث مرتزقتها من الإخوان والقاعدة وداعش، بالتعاون مع الغزاة العثمانيين لإثارة الفزع ونشر الدمار وقتل الأطفال واستباحة الحقوق، وتدمير الديار.. ومع كل مايحدث للعرب من تشريد وتمزيق هل مازال الإعلاميون لم يشبعوا من زرع السموم والبغضاء بين الشعب العربي؟! هل من المنطق أن توظف الأحداث الفردية بين أبناء الوطن العربي، والتى تحدث كل يوم وفى كل مكان لتتحول إلى نار مشتعلة تأكل الأخضر واليابس، وتفتح الأبواب للذئاب أمثال أردوجان لنهب الأوطان وتسرح فى أوطاننا الثعالب من الدول الغربية ، لتشارك الذئاب نهش الضحية من الدول العربية؟!

 

كيف يسمح للإعلاميين فى مصر العربية ذات المائة مليون مواطن وحضارة اشرقت بفجرها على العالم أن تستدرج من الأطفال فى معارك عبثية وصراع مجنون لا يحسب حسابا لآثاره المدمرة على الوحدة العربية التى تمزقت أشلاؤها بين أطفال وجهال غابت عنهم الحكمة والمعاملة بالحسنى واندس فى الإعلام العربي الخلايا النائمة للإخوان تسمم فكر المواطن العربي تحت مسمى مصلحة المواطن الكويتي أوالمصري، فى الوقت الذى يمكن حل أي خلاف بالطرق الودية ، حيث إن المسئولية تقع دائما على الكبير لأن لديه الحكمة والخبرة والقدرة. لابد بالذات لمصر الشقيقة الكبرى من وضع معايير أخلاقية وأهداف وطنية لكل العاملين فى الإعلام دستورا صارما لايتجاوز ه أيا كان حتى لايهدد الأمن القومي المصري، فى الوقت الذى تحيط الذئاب والثعالب بمصر العظيمة، لابد لمصر الشقيقة الكبرى ألاتترك ثغرة فى أي دولة عربية لينفذ منها أعداؤها الذين يريدون إسقاطها وإضعافها حتى يسهل على الذئاب التهام ماتبقى من الوطن العربي، فحرام عليكم أيها الإعلاميون فى كل مكان من العالم العربي يكفينا تمزقا وقتالا، يكفينا دماءا سيلت وأرامل ترملت وأطفال تشردت ودولا سقطت، يكفينا التفرقة وما سببته من صراعات تقدم نتائجها لعدو لايرحم ودول لاتسأم من نهب ثروات الوطن العربي ، كفانا خلافا ،كفانا بغضا كفانا تشاجرا وتشاحنا وشقاقا لقد نجح العدو فى توظيفنا لخدمة أهدافه وتأمين مصالحه ليتحقق له قيام دولته من النيل إلى الفرات والسلام على أمة تاهت بين الصحاري والنزاع وتأجيج الصراع وهي فى طريق الانتحار إلى المجهول. 

اثنين, 03/08/2020 - 18:18