البارحة اتصل علينا رجل عرفني على نفسه ، قال لي أنت لا تعرفني لكنني أعرفك ، حكى لي القصة مقتضبة زوجة حارس تم إيداعها السجن مساء اليوم يقصد الأربعاء ، والليلة إبنها محروم من رضاعة أمه ، يقول لي أرجوك يا المعلوم أن تتدخل ، انت الوحيد الذي يمكن أن تجد لنا حلا لهذه المشكلة .
كنت للتو انتهيت من صلاة التراويح ، وحددت له على الفور مكان شقتنا ، ووصلني مع وفد من جيران زوج الحارسة التي تم إيداعها السجن بعد مثولها أمام قاضي التحقيق .
لقد كانت كلمات الأب المحروق من شدة منع إبنه الرضيع شديدة الوقع علينا ، ناشدني بأن أتدخل لتحصل زوجته على حريتها ويمنح إبنه حق الرضاعة ، استمعت للجميع وهو محروق مستهجنا حرمان الطفل من الرضاعة ، اتصلت على المعلمة واتجهنا إليها وامتد حوارنا معها لمدة 3ساعات وانتهى الساعة الثالثة فجرا والمعلمة ترفض سحب الشكوى ما لم يصدر وزير التهذيب قرارا بوجوب سجن كل من اعتدى على معلم .
وجدتني في النهاية مرغما على ان اوضح للمعلمة الخطوات التي ستتخذ اليوم والسعي لضرورة إطلاق سراح زوجة الحارس وتمكين الطفل من حق الرضاعة ، سألتها ما رأيها في ذلك قالت أنها لا يهمها هي لن تسحب شكواها ، ونحن أحرار في الاستفادة مما يمنحه لنا القانون .
اليوم اتجهنا نحو العدالة وتمكنا من الانصاف ، وحصلت زوجة الحارس على حرية مؤقتة وتخرج السجن .
في الصورة الحارس الذي تم إخراجه من المدرسة التي كان يحرسها بعد شجار زوجته مع معلمة وليس هو من تشاجر ، رغم أنه بذل كل الجهود للاعتذار .... أنصفوا هذا الحارس وأعيدوه لمدرسته التي كان يحرسها ، لقد قال لي بالحرف " أنا على استعداد ان ارسل زوجتي إلى البادية لأبقى في وظيفتي " حارس مدرسة يتقاضى مبلغ لا يصل30الف" ... تصوروا ما معنى ان يقول لك أب انه مستعد لإبعاد أسرته زوجه وأبناءه عنه لكي يبقى في وظيفته التي يتقاضى فيها راتبا لا يصل مبلغ 30الف .
يتحمل مسير سجن انواذيبو كامل التبعات الأخلاقية لمنعه الرضيع البارحة من حق الرضاعة .
من صفحة المدون: Oubeck Elmaaloum