رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين : لاصحة لشائعة ارتفاع الأسعار وأسواقنا تمتلك احتياطا يكفي للسنة القادمة (لقاء خاص)

الوئام الوطني (النص الكامل للمقابلة ) استضافت قناة الوئام TV، السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، للرد على بعض الشائعات التي تم تداولها مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تموين الأسواق في شهر رمضان الكريم، وأسعار المواد الغذائية، والعمل الخيري في هذا الشهر الفضيل، وقضايا أخرى ذات صلة بالموضوع.

نص المقابلة: 

الوئام/
- نبدأ بحديث الساعة.. ما صحة الشائعات التي تتحدث عن غلاء أسعار الخضراوات والمواد المرتبطة بشهر رمضان في الاسواق المحلية؟

محمد زين العابدين: 
بداية أشكر وكالة الوئام على إتاحة الفرصة، وعلى استباقها للحدث بإجراء هذه المقابلة التي ستمكنني من شرح وضعية السوق في ظل الشائعات التي أطلقت خلال الأيام الأخيرة.
ما أود تأكيده هنا هو أنه لا صحة لشائعة ارتفاع الأسعار، وسأعقد مقارنة للأسعار الحالية لبعض المواد مع اسعار العام الماضي خلال نفس الفترة.
لقد كان سعر  20 ليترا من مادة الزيت خلال شهر مارس من العام الماضي 9800 أوقية قديمة، في حين تناقص سعرها اليوم إلى 8420 أوقية قديمة.
أما سعر طن مادة القمح العام الماضي فكان 153 ألف اوقية قديمة، بينما تراجع العام الحالي إلى 132 ألفا فقط. 
ولم تسجل أسعار مادة السكر أي ارتفاع جديد مقارنة بسعرها العام الماضي، وهناك بعض المواد الأخرى لم تشهد أي ارتفاع، مع ملاحظة أن العملة الصعبة شهدت ارتفاعا خلال السنة الأخيرة في حين شهدت الأسعار انخفاضا في بعض المواد وثباتا في مواد أخرى.
ثانيا، تجب الإشارة إلى أننا، ولأول مرة في تاريخ البلد، نمتلك اكتفاءا ذاتيا لمدة خمسة أشهر من مواد الخضراوات، حيث عقدنا اجتماعا مع وزير الزراعة العام الماضي، وتم التوصل الى اتفاق يقضي بتوفير الدولة للبذور والامكانيات اللوجستية في شق الأراضي الزراعية بكرمسين، وفي المقابل يوفر المستثمرون في المجال اكتفاء ذاتيا لمدة خمسة أشهر من السنة الجارية، وما يمكنني تأكيده هنا، هو أننا السنة القادمة، بحول الله وقوته، سنوفر اكتفاء ذاتيا يغطي عشرة أشهر من مادة الخضراوات. 
لقد قمنا، خلال رمضان الجاري وبالتعاون مع وزارة الزراعة، بافتتاح محل تجاري كبير في المطار القديم، يبيع ما يناهز 120 طنا من المنتجات المحلية بشكل يومي، وبأسعار مخفضة.
فمثلا كيلوغرام الطماطم يباع للمواطن بمبلغ 200 أوقية قديمة، والبطاطس ب220، والبصل ب230، وبقية انواع الخضراوات الأخرى تباع بأسعار مخفضة، في حين يباع الكيلوغرام من الأرز المحلي الجيد ب250  اوقية قديمة فقط، كما أن المنتجين يواصلون تموين سوق المواد الغذائية الكبير، المعروف ب"سوق المغرب". 
لقد قمت اليوم، رفقة وزير التجارة، بجولة في الأسواق ولاحظنا أن الأسعار كانت طبيعية ولم تشهد أي ارتفاع.
سأنتهز فرصة هذه المقابلة لأطلب من الباعة الصغار، الذين يقومون ببيع الخضراوات بالتقسيط في مختلف الأحياء، ألا يفرطوا في السعي وراء الأرباح، حتى تتسنى للمواطن الاستفادة من منتوجه الوطني من خلال أسعار معقولة وفي متناول قدرته الشرائية، خاصة وأن منتجي مادة الخضراوات يبيعون كيلوغرام الطماطم، مثلا، للموزعين، بمبلغ 150 أوقية قديمة فقط، وكذلك بقية الخضراوات، بحيث يمكنهم بيعها بأسعار تساوي ما نبيعها نحن به في المطار القديم، بدل مضاعفة سعرها على المواطن بما يقارب ثلاثة اضعاف، وأنبههم إلى أن وزارة التجارة اتخذت كافة الاجراءات المطلوبة في هذا المجال. 
كذلك، يمكنني تأكيد أننا، ولأول مرة في تاريخ البلد، نمتلك ما يناهز 50% من حاجياتنا في مجال الدواجن، بحيث تمون كل شركات عاملة في المجال السوق ب20 ألف دجاجة يوميا، ويشهد الإقبال على شرائها ارتفاعا كبيرا، كما لاحظنا، خلال جولتنا اليوم، أن شريحة البيض المحلي تباع بنحو 2000 أوقية قديمة، في حين تباع مثيلتها المستوردة بأكثر من ذلك.
أستطيع أن أؤكد للرأي العام، من خلالكم، وفرة البضاعة في الأسواق المحلية، وهو ما يغطي احتياجاتنا لفترة طويلة من الزمن.

الوئام/
- هل من تطمين على كمية احتياطي التموين خلال الفترة المقبلة وثبات الأسعار؟ 

محمد زين العابدين:
شكرا على هذا السؤال القيم. 
أستطيع أن أؤكد لكم، بحول الله وقوته، أن البضاعة ستظل متوفرة، وان الموردين يعملون ليل نهار من أجل ألا يحدث أي نقص في اسواق البلد، وأن لدينا الآن حاجة السوق لمدة سنة كاملة، وهو ما من شأنه تثبيت الأسعار.
عندما نقارن أسعارنا بأسعار الدول المجاورة، نجد أنها تزيد على اسعارنا ب70 إلى 80%، وهذا، الحمد لله، تم من خلال سواعد أبناء البلد، بكبيرهم وصغيرهم ومزارعهم ورجل اعمالهم ومتوسطهم وفنيهم وعاملهم، فعندما تكاتفت الجهود تم الحصول على هذه المكاسب، وكما تلاحظون فإن أسعار الأرز ظلت ثابتة طوال الفترة الماضية، رغم أن كيلوغرام الأرز في الخارج بلغ ما قيمته 400 اوقية قديمة قبل رسوم النقل، نظرا لتقلبات أسعار العملات الأجنبية، ونظرا للحرب الروسية الأوكرانية، وللكثير من العوامل الطارئة، وقد ساعدت منتجاتنا الوطنية في عدم تأثر أسواقنا بكل تلك التحديات، بحيث ظل سعر كيلوغرام الأرز عندنا ثابتا على 250 أوقية قديمة خلال السنوات الأربع الأخيرة، وبنوعية جيدة، وسنعمل على توفير بقية المواد الغذائية الأخرى بكميات كافية، إن شاء الله.

الوئام/
- كيف تنظرون لمستقبل الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء؟

محمد زين العابدين:
أود أن أشير إلى أن احد المستثمرين قام بزراعة 200 هكتار من القمح، وقد انتجت 6 إلى 7 أطنان للهكتار الواحد، وهذه نتيجة شجعته وآخرين على الاستمرار في التجربة قريبا، وهي تجربة غير مسبوقة محليا، بعد أن اكتفينا ذاتيا من الأرز خلال هذه السنة، وسنكتفي العام المقبل من الخضراوات، وسنعمل، خلال السنوات اللاحقة، على الاكتفاء الذاتي من بقية المواد التي نحتاجها.

الوئام/
- ما تقييمكم للعمل الخيري في رمضان، ومدى احترامه لكرامة وخصوصية المستهدفين؟

محمد زين العابدين: 
كما تعلمون، فقد قمنا بنشر تغريدة في هذا الموضوع، وأشكركم على إتاحة الفرصة لقولها مباشرة والتأكيد عليها. 
فمن خلالكم، أطالب جميع الخيرين بعدم تصوير المحتاجين أثناء تقديم العون له. 
لقد نشرت تغريدة عبر حسابي على منصة X (تويتر سابقا)، طالبت فيها بالحفاظ على كرامة المستفيد وأن تكون صدقة سر، بعيدا عن التصوير والتشهير. 

الوئام/
- هل من كلمة أخيرة للرأي العام؟ 

محمد زين العابدين:
أريد أن أنبه الرأي العام، وأطالب المدونين والصحافة بتحري الدقة والتثبت من صحة الخبر قبل نشره وتداوله على نطاق واسع. 
وأود أن أؤكد للجميع أن تداول الشائعات الأخيرة يساهم بشكل مباشر في ارتفاع الأسعار، لأن بعض الباعة يصدقها ويقوم برفع الاسعار بشكل تلقائي بعد أن كان يبيع بالأسعار المحددة، والتي هي في متناول الجميع، في حين أن تلك الشائعات لم تكن مبنية على أي أساس من الصحة.
وأريد أن أؤكد هنا أنه عندما نبتعد عن الشائعات المغرضة فتنزل الأسعار عن مستواها الحالي خلال أيام قليلة، وأنا متأكد مما أقول. 
ومن ناحية ثانية أطالب المواطنين بعدم القبول بمضاربات الباعة الصغار، لأن ذلك سيضر بهم وبجهود الدولة والاتحاد في توفير البضاعة بأسعار في المتناول.

الوئام:
شكرا، سيادة الرئيس، على ردودكم الشافية، وعلى إتاحة هذه الفرصة لنا رغم مشاغلكم الجمة.

بامكانكم متابعة المقابلة في الفيديو التالي : 

خميس, 14/03/2024 - 23:40